(09-15-2012, 09:05 PM)الإبستمولوجي كتب:  حدّة غضب الشعوب سببها غياب إطاري مرجعي سياسي وديني تنتضم الشعوب ضمنه , ويترجم إرادتها ومواقفها , بسبب تغلـّب نخب علمانية مفصولة عن شعوبها على الحكم , تنتصر لعائلاتها ومصالحها وأفكارها أكثر مما تنتصر للمقدس عند الشعوب , بخلاف الغرب فلديه مؤسسات دينية ورسمية تتبنى وتترجم انشغالات الشعوب.
.........

الزميل الفاضل الإبستمولوجي

لا اختلف معك فى ان غضب الشعوب يرجع بالمقام الأول الى غياب الموقف الرسمى القوى للدول الاسلامية .. وهذا امر يكاد ان يكون مستحيل التحقق فى التاريخ المعاصر بسبب عدم ترتيب البيت الاسلامى من الداخل حتى تكون هناك مواقف موحدة تؤتى ثمارها وكذلك احتياج العالم الاسلامى واعتماده على الغرب فى الصناعة والسلاح والدواء ومعظم أوجه الحياة الحديثة.

ورغم ان الامر ظاهرا قد أتى بنتائج تبدوا للبعض طيبة فى إظهار الغضب الاسلامى للغرب ولكن تكاليف هذا الغضب لا تتناسب مع العائد منه.

ما يشغلنى هو ليس الحدث نفسه ولكن ما وراء الحدث وما يحيط بالحدث.

ففى نفس التوقيت اسمع كلاما غير كامل عن توقيع بابا الفاتيكان على ما يسمى وثيقة الارشاد الرسولى فى لبنان. والجرائد تكتب رسالة البابا لمسيحيي الشرق: «لا تخافوا» .. ولمسلميه: «توازنوا»

وفى بداية الشهر اعتراف اوباما بالقدس عاصمة لاسرائيل. والمرشح امامه هو ميت رومنى المتعصب الذى يدعو لأن تسود القيم المسيحية واليهودية العالم

وفى مصر ثبت بالتحقيقات ان هناك مأجورين بعيدين كل البعد عن الاسلام بل ومسجلين جنائيا كانوا ضمن المقبوض عليهم فى المظاهرات وتلقوا أموالا مقابل هذا.

وقبلها بفترة قصيرة تفتح هولندا باب الهجرة لمسيحيى مصر المضطهدين.

وأعلام القاعدة ترتفع فى العواصم الاسلامية.

لذا وجب علينا ان ننفصل عن الحدث الذى يراد شغلنا به والنظر فيما بين سطور الاحداث وما المراد سياسيا مما يحدث.

وتقبل تحياتى