ان امريكا تتعامل معنا بمنطق مصارع الثيران كما قال مالك بن نبي، تلوح لنا بقطعة ثوب احمر نسميه نحن الخط الاحمر كي نهيج كما الثور و ننطح الفراغ و تنخر قوانا، لو قرأنا كتب التراث لوجدنا فيها إساءات اكبر للنبي، فنحن من كتب السيناريو بعد البسملة و الصلاة على النبي, فالمسلمون شبعوا إهانات ولطمات حتى تورمت خدودهم، فتارة رواية، وتارة ثانية رسوم كارتونية، وثالثة حرق كتابهم المقدس، ورابعة التبول على جثامين قتلاهم وشهدائهم، وخامسة احتلال اراضيهم، وسادسة دعم تهويد أقصاهم، وسابعة الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لدولة غاصبة محتلة فاجرة...
إن نصرة الرسول لا تكون بالتحطيم و العويل فالله سبق أن رفع ذكره و نصره و كفاه المستهزئين، لقد أهين النبي في حياته وكان عظيما في الرد على أعداءه فلما لا نتعلم من حكمة النبي وعظمته؟، ألسنا ننفذ من حيث لا ندري مخططاتهم؟، لماذا هذه الغوغائية والهمجية في الرد على الأعداء؟، ألم تكن الصحيفة الدنماركية التي بثت الصور الكاريكاتورية على حافة الافلاس فانقذناها بسذاجتنا؟، ألم يكن أصحاب هذا الفيلم مغمورون وقد منحناهم فرصة التألق والظهور وأثرنا فضول الجماهير لمشاهدة هذا الفيلم الساذج؟,وللاسف قمنا بالدعايه للفلم عن طريق الاحتجاجات الانفعاليه والتى ادت الى مزيد من انتشار الفلم بين الاخرين كالنار بالهشيم ولو انا لم ننفعل بهذا الاسلوب وابتعدنا عن تلك العصبيه والارتجاليه والانفعاليه لكان الفلم قد انتهى بيومه وحرق نفسه بنفسه من خلال اسلوبه التافه والركيك والفارغ المعنى, مجموعة صور وحوارات لا رابط بينها ولا تسلسل للأحداث، فقط ممثلين يقرؤن جمل مفككة تهاجم وتحتقر الإسلام ونبيه والقرآن، حتى أن الممثلين يتكلمون الإنجليزية فقط ولم ينطقوا بكلمة عربية واحدة، لفت إنتباهي إحدى اللقطات لنساء يضربن بالإحذية الممثل الذي يقوم بدور النبي وهذا يستدعي أن نتذكر الصحفي العراقي منتظر الزبيدي الذي ضرب مجرم الحرب بوش بالحذاء مما يدل على وجود أصابع للمحافظين الجدد والحزب الجمهوري الذين يريدون الإنتقام لإهانة بوش..
ان مصر العظيمة هي المستهدفة بهذا المخطط الاجرامي، وتكرار تجربة الهند والباكستان سيهب المسلمون تقتيلا في مواطنيهم الاقباط، ثم يهب هؤلاء ايضا للثأر مما يعطي الغرب مبررا للتدخل وفرض منطقة عازلة بين المسلمين والاقباط بحيث يكون التقسيم هو النتيجة الحتمية، لكن شعب مصر كان اعظم من هذا.. وليكن شعارنا: لا للفتنة، كلنا مسيحيون وكلنا شيعة وكلنا سنة، وإسرائيل هى عدونا والغرب هو من يدعم الديكتاتوريات، وقد آن لهذه الأمه ان تنهض من كبوتها وتمزقها، فالإسلام واحد وقرآنه ثابت والرسول محمد جاء بالأماته وأن اصل الفرقه سياسي واصل الإسلام التوحيد لله الواحد الأحد، وعلينا ان نقول للأصوليين والسلفيين من اي مذهب كان كفى ما اصاب المسلمين من فرقه وانقسام، فالاسلام اسلوب حياه كامله فلا تقزموه بخلافات مذهبيه لاتسمن من جوع، والعالم ليس من حفظ التراث الديني، العالم هو من فهم الدين وتطوره حسب المكان والزمان وتطور المعرفه، والشيخ ليس من القى خطبه من فوق المنبر بفكر محفوظ جاوزه اثر المكان والزمان وتطور المعرفه.
ان نبرة التسامح التي اجتاحت القرضاوي تجاه الأمريكان افتقدناها منذ اندلاع الربيع العربي، سؤالى هو لماذا فقط بسوريا ترد الاساءه بإساءة!!، و من أعطى الإذن لهذا الشاطر أن يتحدث بإسم مصر؟، هل لا زال يعتقد أنه هو كان المرشح الرئيسى لمنصب الرئاسة وأن محمد مرسى كان الإستبن كما سماه المصريون!، لا أحد يجادل الشاطر فى الإرتياح أن أحدا من السفارة لم يصب بأذى ولكن كان على الشاطر أن يبدى ليس فقط إمتعاضه للفيلم الذى يتعمد الإساءة لمليار ونصف المليار مسلم، بل يبدى إستنكاره وإحتجاجه على هذا التطاول المتكرر على الإسلام والمسلمين ومعتقداتهم ورموزهم وخصوصا أن الشيخ الشاطر يمثل جماعة الإخوان المسلمين التى تدعى حماية الدين الإسلامى ونهجه ورموزه!، لقد ثبت شرعا أن الإخوان كل ما يهمهم هو الحكم وليس الدين!، فاسرائيل اقل عددا ومالا فجرمت انكار المحرقة !، اما نحن فنفتي بتكفير بعضنا وتقسيم المشتت..
نحتاج من النخب العربيه والاسلاميه، العمل على مواجهة هذا التطاول قانونيا وتشريعيا وهذا يتطلب منهم الجهد الكبير لتبرير اهدار الدماء العربيه من قبل الانظمه الرجعيه التى من المفترض انها انظمه مسلمه كما يحدث بسوريا المحتله من قتل للانسان السورى وتدمير للارض العربيه (قتل النفس يوازى عند الله اكبر تطاول، وحتى اكبر من هدم الكعبه الشريفه) ..
المصيبة القادمة في الفيلم الايراني الذي يجسد شخصية الرسول عليه الصلاة و السلام...