{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
نقد لأفكار كارل بوبر
الــورّاق غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 151
الانضمام: Oct 2009
مشاركة: #1
نقد لأفكار كارل بوبر


اقتباس:من مقال نافذة على فلسفة كارل بوبر ، لـ د. توفيق السيف

اكتب هذه الملاحظات ناصحا زملائي واصدقائي بقراءة كارل بوبر ، الفيلسوف البريطاني ، النمساوي المولد ، الذي يعتبر واحدا من اهم الفلاسفة المعاصرين واكثرهم تاثيرا. رغم اني اميل شخصيا الى نظرية "تغير الانساق" التي اقترحها توماس كون فيما يتعلق بفلسفة العلم ، الا ان فلسفة بوبر تذهب الى افاق اوسع من تلك التي عالجها كون ، في فلسفة المعرفة وفي الفلسفة السياسية والمجتمع وغيرها.

ولد بوبر في فيينا عام 1902 ، وتوفي في 1994. في اوائل القرن العشرين اشتهرت فيينا بحلقاتها العلمية ولا سيما الفلسفية ، وكان لكل حلقة مذهب خاص ، وقد انتجت تلك الحلقات بعض اهم المساهمات في الفلسفة الحديثة. ليس من قبيل المبالغة القول بان الامة الالمانية قد ارست بعض اهم الاسس في العلوم والتقنيات الحديثة ، ولا شك ان شيوع الفكر الفلسفي في الثقافة الالمانية كان من ابرز العوامل وراء شيوع التفكير العلمي.
قدم بوبر نظرية هامة في فلسفة العلم تبدأ بنقد منهج الاستقراء الذي يقوم في صورته المبسطة على ملاحظة العناصر المشتركة بين الامثلة الواقعية وصياغة قاعدة عامة وصفية بناء على تلك المشتركات. رأى بوبر ان ملاحظة الواقع ليست بسيطة : حين ترى شيئا فانك لا تستعمل عينك فقط ، العين هي مجرد اداة لنقل المشهد الخارجي الى منصة فرز وتصنيف في داخل عقلك. هذه المنصة هي اداة فهم للاشياء تتشكل على ضوء ثقافتك السابقة وتوقعاتك وفهمك لنفسك ولمحيطك. ولهذا فان الوصف الذي تعطيه لذلك الشيء يتضمن – بصورة صريحة او ضمنية – حكما عليه. ومن هنا فان ما قرر الباحث انه عنصر اشتراك بين الاشياء هو في حقيقة الامر حكمه الخاص عليها ، وهو حكم قد يحكي الواقع وقد يجافيه.

هذا منهج للبحث وليس نتيجة نهائية ، وإذا لم يعتمد الانسان على حواسه وعقله فعلى ماذا يريده ان يعتمد ؟ وهل العلم الذي يستفيد بوبر من معطياته ، قام على منهج بوبر ام على منهج الاستقراء ؟

اقتباس:يعتقد بوبر ان البحث العلمي في كل مراحله هو سلسلة من المشكلات الذهنية او الواقعية التي يجري تجريب الحلول عليها بشكل تدريجي. ما نسميه حلا او تفسيرا او نظرية هو في واقع الامر تجربة او مرحلة من مراحل تطور الفكرة وليس نهايتها. الباحثون في العلوم لا يختلفون في عملهم عن سائر الناس . اولئك مثل هؤلاء ، يتبعون نفس الطريق التجريبي في التعامل مع المشكلات التي يواجهونها . تبدأ العملية بتحديد المشكلة ، وهذا يقود الى بروز العديد من الحلول المحتملة ، التي تخضع للمقارنة بغرض استبعاد الاحتمالات الاضعف . ما ينتج عن هذه العملية هو احتمال اقوى وليس حلا نهائيا او حقيقة صريحة . سياتي اشخاص اخرون ويكتشفون بعض العيوب في تلك النتيجة ، ويقترحون حلا ارقى ، اي اقل عيوبا. وهكذا تستمر العملية ولا تتوقف ابدا.

هو هنا يفتح الباب على مصراعيه له ولأصحابه ليعدلوا في نظرياتهم عندما تواجههم مشكلة ، فعينه تراقب الايديولجية وليست تراقب العلم .

اقتباس:من هنا فان البحث العلمي لا يستهدف اثبات حقائق نهائية ، وهو على اي حال لا يستطيع بلوغ هذه المرتبة مهما حاول . هدف البحث العلمي هو تقديم حلول مؤقتة كل منها يمثل احتمالا افضل في وقته.

اذن ما زلنا في خدمة الاليديولوجية وليس في خدمة العلم ، ولاحظ انه قدم حقيقة ثابتة بان العلم لا يهدف الى ايجاد حقائق نهائية . ولماذا قال انه لا يمكن ان يصل لحقائق نهائية ؟ ولاحظ المغالطة في كلمة "نهائية" بدلا من "دائمة" .. نحن نريد حقائق دائمة حتى ولو لم تكن نهائية ، لانه لا يمكن الوصول الى نهاية العلم في شيء . فاستعمل لنا كلمة "نهائية" بدلا من دائمة ، وهذا يكون التلاعب في الالفاظ لاهداف ايديولوجية . لاننا سنقول : نعم لن يمكننا الوصول الى حقائق نهائية . نحن نريد حقائق ، وعرف اننا لا يمكن ان نصل الى النهاية .

وكلمة علم لا تعني حلول ، فقد تكون الحلول معلومة او غير معلومة. العلم يعني معرفة ، حتى ولو لم تحل مشاكل .

اقتباس:وضع بوبر معيارا للتمييز بين ما يعتبره علميا او غير علمي ، اثار الكثير من الجدل ، فحواه ان القابلية للتفنيد هي ما يميز العلمي عن غير العلمي. النظريات التي لا يمكن دحضها او تفنيدها ليست علما.

ماذا تكون اذن ؟ وماذا يسميها ؟ وهل البشرية تريد الا هذه الحقائق ؟ اما بوبر فماذا يريد ؟ نعم نريد هذه الحقائق التي لا يمكن دحضها ، والا فما فائدة المجهود العلمي ؟

اقتباس:يجب ان تكون الفكرة قابلة للتفنيد كي توصف بانها علمية.

لاحظ انه يمهد ليعرف العلم بالنظريات ، وليس بالحقائق الثابتة ، بوبر يريد ان تح النظريات محل العلم الثابت ، اي يريد الزائف بدلا من الحقيقي ، والمشكوك فيه بدلا من المتيقن منه . من الذي يضطر الى كره الحقيقة ومخالفتها ؟ القارئ يعرف بلا شك .

اقتباس:كلما ازدادت العناصر القابلة للتفنيد في النظرية كانت اقرب الى العلمية والعكس بالعكس. بناء على هذا المعيار قرر بوبر ان المادية التاريخية التي تعتبر من اعمدة النظرية الماركسية ليست علما لانها لا تحوي عناصر قابلة للتفنيد. كذلك الامر بالنسبة لنظرية فرويد المشهورة في التحليل النفسي.
غير العلمي يمكن ان يكون ايديولوجيا او ايمانا او ميتافيزيقا او انطباعا شخصيا ، اي – في العموم- شيء تؤمن به لانك تريد ذلك ، بغض النظر عن قابليته للاثبات والتجربة او عدمها. هذا المعيار ، الذي يبدو غريبا بعض الشيء ، ينطلق من اعتقاد بوبر بان العلم ليس اكتشافا واحدا ، بل هو سلسلة من الكشوف التي لا تتوقف . يتوقف العلم اذا توصلنا الى الحقيقة النهائية ، لكن هذا مستحيل بالنسبة للانسان . نحن نسعى للتعلم والبحث لا ننا لا نعرف الحقيقة الكاملة والنهائية ، ولو وصلنا الى هذه الغاية لما عاد الانسان محتاجا الى العلم ، وهذا من الاحتمالات المستحيلة.

اذن ما فائدة العلم اذا لم يكن هدفه الوصول الى الحقيقة المطلقة ؟

اقتباس:يخلص بوبر من وراء هذه التحليل الى ان النظرية التي نعارضها قد لا تكون "خطأ" في الحقيقة ، بل هي احد الاحتمالات ، وان ردنا عليها هو احتمال آخر. سلسلة الاحتمالات هذه هي خط متصاعد يتطور من خلاله العلم وتتسع المعرفة. كل احتمال هو مرحلة ، ليس بالضرورة خطأ وليس بالضرورة صحيحا. هي في كل الاحوال احتمالات ومراحل تطور. نحن نستفيد من الفكرة التي نعتبرها خاطئة بقدر استفادتنا من الفكرة التي نعتبرها صحيحة. فالاولى مثل الثانية تفتح اعيننا على بدائل وخيارات مختلفة عنها.

الان بوبر يضع الخطأ بنفس درجة الصواب ، فهل يؤيده جاهل فضلا عن ان يكون عالم ؟ متى كانت قيمة الخطأ هي نفس قيمة الصواب الا في راس بوبر ؟ انه يسوق ويمهد لتحل النظريات الخرافية بجانب العلم وتجلس معه لكي تسقطه وتجلس في مكانه . هذا الطرح يشبه ان تقول : قيمة الفضيلة بنفس قيمة الرذيلة ، بحجة انه لولا الرذيلة لما عرفنا الفضيلة ! لاحظ اننا اعطينا الرذيلة قيمتها لانها دلتنا على الفضيلة ، اذن القيمة للفضيلة التي نبحث عنها ، وهذا ينطبق على موازاته للخطأ والصواب ، ويقول : لولا الخطأ لما عرفنا الصواب ، اذن الصواب اثمن من الخطأ ، اذن لماذا يوازي بينهما لو لم يكن له هدف لدعم الخطأ ؟ وهذا نفس ان تقول قيمة الشيطان هي قيمة الله ، فهما وجهان لعملة واحدة كما يقولون ، ولولا الشيطان ما عرفت الله !! انه تلاعب لفظي لدعم الجانب السيء ، وإكسابه قيمة ليست له .

...
09-20-2012, 05:32 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
نقد لأفكار كارل بوبر - بواسطة الــورّاق - 09-20-2012, 05:32 PM
RE: نقد لأفكار كارل بوبر - بواسطة Waleed - 09-20-2012, 07:01 PM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  "الحكمة المطلقة في تعلّم الضرب بالمطرقة" : نيتشة بن كارل أنا_بذاتو 3 1,618 05-05-2011, 05:50 PM
آخر رد: أنا_بذاتو
  الرد على كارل ماركس : الفلسفة وليدة عصرها الــورّاق 9 3,808 06-05-2010, 09:19 PM
آخر رد: السلام الروحي
  هل كان كارل ماركس شاذ جنسيا ؟ caveman 30 6,372 10-23-2008, 12:22 PM
آخر رد: مكسيموس أغا القلعة
  تقرير مُخبر بروسي عن كارل ماركس شهاب المغربي 4 1,854 10-08-2008, 03:05 PM
آخر رد: Obama
  مناقشة هادئة لأفكار البابا ( آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله) بوعائشة 4 1,146 10-05-2006, 10:46 PM
آخر رد: بوعائشة

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS