تحياتي و تقديري .. عزيزي خالد
أيهما أكثر ألما يا ترى
عقم الجواب ..؟ أم عقم السؤال .. ؟
وهل يغفر لنا فساد الراعي أن نكون فاسدين
تساؤلات تتوالد...
المواطنة هي الانتماء، تكليف شرعي اقتضه المرجعية الواقعية من منطق أن تحيا به أمة، وأوجبته على الجميع، داخلنا ومن في الداخل والخارج ومن تبناه أكان من فوق أومن حول من فوق فالتكليف لايستثني أحداً، أكان نفساً ستقابل الله أم جسداً ونفساً يعيشان معاً داخل البلاد أم خارجها في قصورها أم في بيوتها الطينية، التي لازالت تعبق برائحة التراب الطاهر وتسكنها أنفس طاهرة .
أحب وأحترم أؤلئك الناس يفيضون احتراما لأنفسهم أولا، ولبلادهم التي يتحسرون لقضاء لحظة فيها ..
يا عزيزي .. نمنا على كل الأيدي وصدقنا كل الترهات، ومازلنا نبتلع آلاف الأوهام ومازلنا نعيش الفرية الكبرى، جربنا كل الأقوال وكل النظريات وكل المذاهب، جربنا اليمين واليسار .. الاشتراكية .. الالحاد
الأحزاب.. الطوائف .. جربنا كل الوصفات وهذا الخليط العجيب
موجات الصحافة التي ترى نفسها فوق الناس وأكثر الناس فهما
وموجات المرشدين التي تظن أنها الأقرب إلى الجنة
والسياسيين الذين هم أول من يصدق الكذب الذي يصدرونه
ونحن في مكاننا نراوح إن لم نعد للخلف
أما آن أيها العزيز أن نصدق نحن مع أنفسنا
المشكلة إننا نتكلم كثيرا، ثم بعد حين يتسرب اليأس إلى نفوسنا
ويتمكن منا، ويصيبنا الملل من كثرة أحاديثنا وحواراتنا لأنه غالبا
ما ينتهي بنا الأمر إلى إننا لن نستطيع ان نحرك ساكنا أو نغير من
أمرنا شيئا، وينتهي بنا الأمر كذلك إلى اللامبالاة، ومط الشفاه ..
وتسليم أمرنا لله ..!
علينا جميعا ان نفهم نحن الشعب، ان علينا واجبات، وألتزامات
لابد ان نؤديها أولا قبل أن نطالب حكامنا بأي شيء ..
حتى حريتنا السياسية مثلا ...
فمن طبيعة الأشياء وقانون الحياة أن تبدأ العمل أولا، وأن تتواجد
فيه دائما، وتؤدي ما عليك، وأن تنتج من خلاله ملتزما بتعليمات
صاحب العمل أو رئيسك فيه، ثم بعد ذلك يكون من حقك أن تطالب
بأجرك وحقوقك الكاملة ..
كذلك إن تأملنا أمر الخالق فنجد علينا فروضا يجب أن نؤديها أولا
ويكون الثواب والجزاء بعدها ..
علينا أن نتعلم أن نقدم، وأن نعمل أولا ثم نطالب بما هو حق لنا .
ومن أسوأ عادتنا في الشرق، أن المواطن يلقى بحمله وأحماله
وهمومه على الحكومة، ويطلب الحل، والمساعدة ومنها ..
هل تسائلنا يوما .. ؟
عن أخطائنا، وأسلوبنا الخاطئ، فعلينا ربما ان نتعلم كيف نحترم
القانون والدستور، وان ننتصر على الأمية والجهل ..
وأنت تستقيظ فينا الضمائر، ويعود إلينا الولاء لوطننا....
وأن نغير من عاداتنا في القول والفعل، والأتكال ...
والرشوة .. وتحدي القوانين ...!!
أعتقد لايحق لنا أن نطمع بالحرية والديموقراطية ونطالب بالإصلاح
قبل ان نفك أسر نفسنا من قيود اللامبالاة ....؟
وأن نقدم على عملنا بحب وصدق من أجل بلدنا ....
حينها يصبح إنتاجنا هو رصيدنا عند حكامنا وحكوماتنا ...
ونقول لحاكمنا : أريد كذا أو أفعل كذا ..
ويبقى هذا رأي ..
ولك مني كل الأحترام..
لي عودة