كمواطن سوري،وكمحامي....وكشاب صايع أكل تراب سوريا من رجله من كثرة تنقلي بين أرجائها،عرفت البلد شبرا شبرا.....شاهدت انحطاطها بابشع صوره!...زاد المشهد سوريالية بنظري جراء تنقلي من بلد الى اخر ورؤيتي "للبشر" من حولنا.
الرشوى في سوريا وهي امر مرفوض دينيا واخلاقيا تعتبر "ديدن" جميع عناصر النظام السوري من اصغر فراش في الدولة الى رئيس الجمهورية!
يقول مصطفى خليفة -المسيحي- المسجون في سجن تدمر الصحراوي مدة 13 عاما بتهمة الانتماء الى تنظيمات اسلامية (!!!) انهم ظلوا في السجن عشر سنوات لم يسمع بهم أحد،حتى استطاعت اسرة احد السجناء الوصول الى "والدة مدير السجن" وقد اعطوها "كليو ذهب" رشوة حتى تجمعهم بابنهم،ومع الوقت صارت تسعيرة زيارة المعتقل في سجن تدمر هو "كيلو ذهب".
يتابع مصطفى خليفة في روايته "القوقعة" بالحديث ان السل اصاب السجناء وصارت لديهم حالات خطيرة تصل حد الوفاة وطبيب السجن "العلوي" يرفض معالجة السجناء...حتى دفع أحد الميسورين بالسجن رشوة للطبيب لاحضار دواء للمساجين (الرشوة كانت قادمة من الزيارات) لنرى درجة الانحطاط الاخلاقي حتى في الطبقة التي من المفروض انها متعلمة وهذا الكلام بالثمانينات.
انحطاط اطباء العلويين وممرضيهم -اصحاب اسمى مهنة- لم يتغير في 2011 فقد كانوا يقتلون الجرحى الذين يصلون الى المستشفى!!!...وهذا ما اثبته شريط بثته قناة الدنيا بالخطأ،لنتأكد من ان الانحراف الاخلاقي لدى العلويين هو امر يتناقلونه من جيل الى جيل:
http://www.youtube.com/watch?v=6n7reLykHZU
لكن المسألة مسالة وازع اخلاقي يجعلك تفرق بين المال الحرام والمال الحلال!....وهذا هو الامر الغير موجود لدى العلوي،وانا لا اتجنى!...هناك علويين في النادي فينفوا هذا الكلام اذا استطاعوا.
في مصر مبارك؛واجهت حالات رشاوي،لكن بالمقابل واجهت حالات نظافة يد وعفة لدى الكثير من السلك الامني المصري،عكس ما هو الحال في سوريا الاسد التي لم أجد فيها "شرطيا أو رجل أمن شريف" أو نظيف اليد!....مرة كنت على طريق الاسكندرية الصحراوي برفقة سائق تاكسي من القاهرة الى الاسكندرية...اوقفتنا لجنة....فوضع السائق في دفتر الرخص (10 جنيه) لأمين الشرطة....ولسوء حظه وقعت اثناء مناولته المال..فرآها "ملازم"...صغير بالعمر....فطلب من السائق أن يركن على جنب...وقال له كلمة واحدة:"هل تطعم أولادك حرام؟"...فأجاب السائق وقال:"لا طبعا"....فقال له:"كيف ترضى ان لا يأكل اولادك حرام....وترضى على اولاد امين الشرطة؟".....وحجز رخص السائق.
هذا الجانب الاخلاقي غير موجود لدى كافة عناصر الامن في سورية...وانا اعمم...لأن التعميم هو الحقيقة....وللعلم...فان اساس الترفيعات في سوريا هي مقدار وساخة ضابط الامن...ومقدار تورطه بالفساد...ومقدار حقارته وكره الناس له!