خلينا نشوف فقه خميس الرزية،

يزعم الزاعمون أن الحبيب المصطفى قد قال "قربوا لي أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا"

الكتاب الذي يريد الرسول كتابته مقرون بعدم الضلال فهو من الوحي حتما
عند الشيعة، وعند كثير من السنة أيضا، الرسول لا يجتهد مطلقا، لأن الإجتهاد في مورد الظن، والرسول معصوم لا يظن
كتابة الوحي على هيئة كتاب لا نضل بعده أبدا أيضا من الوحي، لأن الرسول قد حدد الكيفية كتابا، ولو شاء شفاها لقالها دون أن يطلب الكتاب، إذن الكتاب الذي قيل أن الرسول كان سيكتبه وحي، وإملاؤه خطا أيضا وحي.

يأتي رجل ضعيف لا يملك أمر يومه ولا غده ولا أمسه، رجل مخلوق ضعيف محتاج، فيحول بين الرسول وبين الكتاب، بل يحول بين ربّ الرسول الذي وعد الرسول بأن يعصمه من الناس حين البلاغ، ووعد هذا الربّ فلا يتمّه، ويموت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد سجّل خميس الرزيّة أن الله ورسوله قد غلبهما عمر، ومنع الله من تنفيذ وعده بعصمة محمد من الناس، ومنع محمد من إبلاغ كلام ربه.

إن صحّ هذا الحديث، فكل هذا الدين ليس بشيء، عدلا وتوحيدا ونبوة وإمامة ومعادا وما شابه، لأن هناك إنسان ضعيف محتاج قد حال بين الله ورسوله، ومنع الوحي.

أما أنا، فأحكم بالقطعي على الظني وليس العكس، والقطعي أن القرآن قد وعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالعصمة من الناس حين البلاغ، وأن ما من أحد سيحول بينه وبين التبليغ، والقطعي المتواتر أن هاشما وأبناء أبيهم من قريش، وحلفاؤهم من قريش والعرب من أهل حلف المطيبين، وأخوالهم من الخزرج لا سيما بنو النجّار، في مقاييس العرب حينذاك، لا تقاس أمامهم تيم ولا عدي بشيء، ولا يطمع من عدي طامع أن يجابه هاشما وأسدا وبني زهرة وبني المطلب وبني النجار من الخزرج، على أن تيم في الأصل في حلف المطيبين مع هاشم.

من ألف هذه القصة لا يعرف عادات العرب، وليس له علم بدرجات القوة فيهم.

هاشم التي تحدت قريش والعرب حين حمت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إبان ضعفه في مكة، أوتعجز عن حمايته وهو قوي في المدينة، ونصف من في المدينة من الأنصار ليسوا إلا أخوال محمد وهاشم معه؟

واعجبي،

لم يحدث هذا الخميس إلا في خيال راو ما.