أنا أرى أن المواطنة صفة متعدية، يمكن الحياة معها أو بدونها،

لكن أن يكون المرء إنسانا فهي صفة لازمة، لزوم الشيء لذاته.

ولا يكون المرء إنسانا إلا إذا كان على مثال آدم، حرا عاقلا مريدا. ومن يريد إنسانا دون صفة من هذه الثلاث فليبحث عما يريد في عوالم أخرى من الجن والملائكة والحيوانات وغيرها.

حين يصير الإنسان إنسانا، حينئذ فقط من الممكن الحديث معه عن المواطنة سلبا أو إيجابا، أما والإنسان عبد عن عصابة مجرمة مثل عصابة آل الأسد، فليس الوقت بوقت مواطنة، الوقت هو وقت الإنسان وتحرره.

اللبنة الأولى في بناء الإنسان في سوريا، سواء أكان سوريا أو حتى مقيما فيها، اللبنة الأولى هي خلع آل الأسد ونظامهم كما يخلع النعل المهترئ، أو كما تستأصل الصمغة. ثم بعد ذلك يصير الحديث عن المواطنة والأيدولوجيا والدين والعالمانية والإسلامية والإشتراكية والليبرالية، وشو ما بدكم، عنئذ يصبح للحديث محل من الإعراب ويمكن فهمه والتعبير عنه.

إسقاط نظام المافيا هو رأس كل عمل صالح في هذا الزمان، ولقد رجوت لمن يضع مسمارا في نعشهم الجنة، ولقد خشيت على من يسندهم ولو بإصبع النار، بل لقد خشيت على من سكت أن يكون مآله إلى الجحيم.

لا توجد منطقة وسطى بين آل الأسد والخير، فإما أن يكون الإنسان خيّرا نافعا للناس ولنفسه، وإما أن يكون داعما لنظام الأسد بقول أو عمل أو تقرير، كدأب الذين سبقوا قريبا وبعيدا.

والله الموفق، والله من وراء القصد.