أما حديث سحر الرسول الذي ترويه يا أنس، فهو يتناقض مع قوله تعالى
(نحن اعلم بما يستمعون به اذ يستمعون اليك واذ هم نجوى اذ يقول الظالمون ان تتبعون الا رجلا مسحورا*47*) الإسراء
وقوله
(او يلقى اليه كنز او تكون له جنة ياكل منها وقال الظالمون ان تتبعون الا رجلا مسحورا*8*) الفرقان

فلا يسحر لبيد بن عاصم رسول الله، حتى لو ورد الحديث في الكتب التسعة، ولا نلتفت إليه، لأن سحر الرسول هي دعوى الظالمين بنص الكتاب بين أيدينا.

عزيزي،
الآية التي نقلتها ظنية في دلالتها، لذلك يمكن تأويل الدلالة، أما الخبر الذي نقلته فهو قطعي في أن عمر أو غيره من الصحابة قد استطاع أن يمنع الوحي ومات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والوحي غير كامل.
راجع النص الذي نقلته لنا وتدبر فيه، أعني نص خميس الرزية كما يرويه البخاري.

هل هذا الكتاب الذي سيكتبه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو من هواه الشخصي أم هو وحي يوحى؟
إن كان وحي يوحى كما ينص الحديث الذي تنقلونه، لأنه يعصم الأمة من الضلالة كما ينص الحديث، فكيف يستطيع بعض من الجلساء أن يحولوا بين رسول الله وبين كتابة الوحي؟
هل كان اختيار الكتابة بدلا من المشافهة وحيا أم هوى من محمد؟
إن كان الوحي هو الكتاب الذي لا نضل بعده أبدا، وأن يسجل الوحي في كتاب وليس مشافهة، فأين ذهب هذا الكتاب؟ وكيف يموت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وشيء من الوحي لم يصلنا؟

نيجي لموضوع الكتاب والسنة
الكتاب هو القرآن فقد عرفناه
هل السنة هي كتابي البخاري ومسلم؟ هذا كلام عوام لا يلتفت إليه، لأن السنة هي ما ورد عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من قول أو فعل أو تقرير بما يصلح أن يكون دليلا شرعيا.

لا يصلح أن يكون دليلا شرعيا ما يرد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بطريق ضعيف، والشاذ هو أحد أنواع الضعيف، وحديث البخاري الذي يتعلق بخميس الرزية ضعيف لأن الرواي الثقة الذي هو البخاري يعارض من هو أوثق منه الذي هو كتاب الله.

وفي الختام

من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين