شيشنوق،

مسكين أنت، تظن العلم قد نبت عند غيرك وهو عندك قد خرج ووأقام، فحالك كما قال الأول

كالعيس في البيداء يقتلها الظما ـــ والماء فوق ظهورها محمول

فأعرضت عن الخير الذي أنزل إليك من ربك، وتبعت تهوكات وتخرصات، فضعت كما ضاع الغراب الذي قلد البطة، وأصابك ما أصاب حماميز الله.

قاتل الله الغباء،
أمن أجل فصاحة في لساني أعرضت عن قولي وانصرفت للبحث فيما لا يعنيك من أمري؟ بأي شيء تقتدي، أم لأي شيء تدعو؟

هل تدعو إلى تقليد الغرب التقليد الأعمى؟ فهلا قلدتهم في أمر الموضوعية، وانصرفت عن تشعيب الموضوع تارة إلى الإسلام وطورا إلى شخصي الكريم؟
وما يعنيك ما أنا فيه، وما يلزمك في دينك أو دنياك؟ أم هو فضول في النصيحة؟ فهلا لنفسك كان ذا التعليما؟

أيها الرجل المعرض عنا النائي بجانبه أقصر، فلولانا لما كنت شيئا مذكورا، أقم إن شئت على ضلالك القديم أو انزع انه فإنك لن تفري إلا لحمك، ولن تكسر إلا عظمك، ولن توهن إلا جلدك، وقد قصرت عن أذانا فنخشاك، وعجزت عن نفعنا فنرجوك، وبين الخشية والرجاء ضاع أمرك وجهد سعيك، وناء حملك بشيء قبيح.

قبح الله ما جئتني به سائر هذا اليوم، قم لا أقامك الله، وانصرف عني صرف الله وجهه عن أمثالك.