قد أنزل الله تعالى سورة محكمة لكل من ينتسب لرسول الله بنسب، حتى يتعظ، فقال عز من قال
(تبّت يدا أبي لهب وتبّ*1* ما أغنى عنه ماله وما كسب*2* سيصلى نارا ذات لهب*3* وامرأته حمالة الحطب*4* في جيدها حبل من مسد*5*)

من أبطأ به عمله، لم يسرع به نسبه،

وإن كان الله قد لعن من هو أصح نسبا إلى رسول الله، أعني عمه أبا لهب، ولعنه لعمله وليس لشيء آخر، فبالحري أن تنزل لعنة الله متتابعة على من ينصر الظالمين أو يركن إليهم شيئا قليلا.

أمر متفق عليه بيننا، نحن وأنصار النظام المافيوزي السوري أنه نظام ظالم. ومختلف عليه أن الثورة ظالمة بنظرهم وخطوة صحيحة بنظرنا. فما بالنا نراهم قد أنفقوا الأموال ووصلوا الليل بالنهار نصرة للقوم الظالمين؟ وهم يزعمون الإسلام والإيمان والقربى لرسول الله والسير على درب الطاهرين من آل بيته؟
لا يزيدهم هذا الزعم إلا نفاقا، وإن كان اللعنة على الظالم متتابعة، فبالحري على المنافق الظالم أن تكون أشد وأقسى.

ومن شكّ في ظلم الرجل لنفسه ولغيره، فليراجع رفقته لسلاح آصف شوكت. من يرتضي لنفسه أن يكون رفيقا لآصف شوكت وسلاحه فليس عندنا إلا ظالم مثله يستحق ما استحقه.

بنفس الحماس الذي نصرنا به حسن نصر إبان معارك 2006 حين كان مظلوما، بنفس الحماس ندعو ضده اليوم إذ هو ظالم، فليس الشخص بالمهم بل هو المبدأ، ونصرة المظلوم هي مبدؤنا، والشعب السوري هو المظلوم اليوم، والنظام هو الظالم مع سائر من عاونه. وكل الأمراض التي يرمي بها النظام الثوار إنما هي بسبب، وستزول بزواله، أعني أمراض الطائفية والمحسوبية والتوحش والفوضى والفساد.