إلى الاخوة الإعزاء في هذا الموضوع في المنتدى:
لا أدري إذا كان السؤال عن مكان وجود الله تعالى من الفم أو من القلب, وغالباً من الفم. فلكل من أراد برهان مادي عن وجود الله تعالى, بكل بساطة لم ولن يجد هكذا برهان فيزيائي مُقنْع على موضوع روحي. لأن الله روح (روح مُحبة). وهناك شظية أو شعلة من الله تعالى موجودة في عقل كل إنسان اعتيادي (واعياً للذات), تشده دائماً للتقرب بالتشبه به بشكل تطوري. فالله تعالى إلى العِلم الفيزيائي إمكانية, وإلى عِلم النفس مرغوبية, وإلى الفلسفة أرجحية, وإلى المتدين (حقاً) ثبوتية, واقعية خبرة دِينية.
لست منتمياً إلى أي طائفة دِينية, لكن من اعتقادي بأن الإيمان الدِيني هو علاقة شخصية ما بين الإنسان وخالقه. وخبرة المرء في هذا الموضوع لا يمكن نقلها من شخص إلى شخص آخر. الحق لا يُفـَّسر بكلمات بل بمشاعر. العقل الإنساني يتجاوب إلى المنطق مثلما تتجاوب المشاعر الإنسانية إلى بلاغة المتكلم, ولكن الإيمان الدِيني شيء آخر. عندما الولاء الإنساني يتقرر, فمن الصعب جداً تغييره.
كل ما أقدر قوله: ابحث عن الله تعالى في صميم قلبك (عقلك وتفكيرك), وإن لم تجده هناك, فلن يقدر أحد على هذا الكوكب أن يقـّدم لك برهان فيزيائي على مكان وجوده.