هذا التعبير يتم استخدامه بكثرة و قد ورد على لسان الاخضر الابراهيمي مؤخرا.

تاريخيا ...
اندلعت حروب أهلية كثيرة ....

حين يكون النزاع سياسيا أو اقتصاديا داخل البلد الواحد يكون هدف اطراف الحرب فرض السيطرة الكاملة على الدولة.

بين الاتحاديين و الانفصاليين في الحرب الاهلية الاميركية.
بين القوميين و الجمهوريين في الحرب الاهلية الإسبانية.
بين الشيوعيين و الجمهوررين في الحرب الاهلية الصينية.

و حين يأخذ النزاع منحى طائفي سواء ديني أو عرقي فإنه عادة ما ينتج عن الحرب الاهلية دولة أو دول جديدة.

و الامثلة موجودة ...

الحرب السودانية و ولادة دولة جنوب السودان.
الحرب الإثيوبية و ولادة دولة إريتريا.
الحرب الاهلية الباكستانية و ولادة دولة بنغلاديش.
حروب البلقان بعد صعود التيارات القومية الصربية و تفكك يوغوسلافيا إلى صربيا و البوسنة و كوسوفو و كرواتيا و سلوفينيا و الجبل الاسود و مقدونيا.

طبعا يلاحظ في الحروب الاهلية ... تدخل واضح لاطراف أجنبية بما يتناسب مع مصالحها ، فمثلا في الحرب الاهلية الإسبانية تلقى القوميون الدعم من ألمانيا النازية و إيطاليا الفاشية بينما تلقى الجمهوريون الدعم من الاتحاد السوفياني.

تتميز الحروب الاهلية ايضا بطول مدتها فهي تستمر لسنوات .. كما تتميز بالدمار الرهيب الذي يحصل للبلد بالإضافة للاثار الاجتماعية و النفسية السيئة التي قد تستمر لأجيال.

ـــــــــــــــــــــ
نعود لموضوع النزاع في سوريا ..... الذي يجمع كل الجوانب السياسية و الاقتصادية و الطائفية.

1- هناك طرفان للنزاع في سوريا ، المعارضة و النظام و كل طرف له قاعدته الجماهيرية و لو أني أعتقد أن قاعدة الثورة أكبر بكثير من قاعدة النظام التي لا أتصورها إلا مجموعة من المنتفعين و الطائفيين أو المضللين في أحسن الاحوال.
2- هناك بعد طائفي في الحرب السورية ، نظام تسيطر عليه الاقلية العلوية و مدعوم من الهلال الشيعي و معارضة في غالبيتها سنية و مدعومة من المحيط السني.
3- وجود قوى إقليمية و دولية تحمي النظام السوري و على راسها روسيا و الصين و إيران و جهات اخرى تؤيد المعارضة السورية و على راسها دول الخليج و تركيا.
4- الحرب مستمرة لمدة طويلة و كل طرف يظهر نفسا طويلا للقتال.
5- الدمار الرهيب الذي لحق بالبلد .

هل نستطيع أن نقول ان ما يجري هو حرب أهلية .... ؟ و أن الحسم السريع لهذه الحرب لن ياتي إلا عن طريق تكرار السيناريو الليبي ؟
أم ان ما يجرى لا يرقى لوصفه بحرب اهلية ...