من يكسب العامّة يكسب الجولة، بل لعله يكسب المعركة كلها.

مخطئ من يظن أن معركة النهضة تدار من أبراج عاجية، أو من أروقة المحاكم، أو من دهاليز السياسة. معركة النهضة تدار بوضوح وبوجه مكشوف في الشارع.

المعركة لها عدة محاور:
1- إيجاد من يعمل لنفس الهدف
2- إيجاد لغة خطاب للمجتمع، بسيطة وفعالة وذات أثر فكري وسياسي
3- خوض الصراع الفكري مع المخالفين
4- خوض الكفاح السياسي مع التيارات الأخرى
5- كسب الرأي العام
6- إيجاد وعي عام على الفكرة المطلوبة
7- التحرك لقيادة الناس تحركا داخليا وذاتيا


الفترة هذه تعتبر جمعة مشمشية، وبالإمكان العمل لتحقيق شيء كبير مما سبق ذكره، قبل أن تعود غيوم الإستبداد، ولا بد من الإستفادة من نشاط الإخوان الأخير حين أزاحوا العسكر عن السدة، ولو ظاهريا. مع عدم إغفال أن الإخوان بطبيعتهم هم عصي في دواليب النهضة... ولا يرجع ذلك إلى "فكرتهم" الإسلامية، على فرض وجودها، بل يرجع ذلك إلى عوامل تنظيمية وواقعية... هم في الإسلاميين مثل البعثيين في العالمانيين والإشتراكيين. هم يطرحون كل شيء، ولا شيء. لا لون لهم يصفهم ولا شكل لهم لتمسكهم.

وداوه بالتي كانت هي الداء

علاج الإخوان هو من جنس الشيء الذي يزعمون طرحه، علاج قضيتهم في الإسلام السياسي نفسه، ومن يريد أن يقارعهم فسيستفيد مليا من نشاط غيرهم من الإسلاميين، بالأخص المنتسبين إلى الإسلام السني، يرجى مراجعتها لمن يرغب في مواضعها.