المشكلة السورية باختصار هي الإستبداد

والحل لهذه المشكلة ليس بالحرية فقط، بل بالتحرر، أي بالقيام بالفعل وليس انتظار حدوثه.

المشكلة السورية سببها الإستبداد، وهذا الإستبداد حتى يستمر قد قام بسياسة قديمة حديثة، فقد قال تعالى في رأس المستبدين (إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعايستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين)
هذه السياسة هي تحويل الأمة إلى طوائف، يستعدي بعضها على بعض، ويبغض بعضها بعضا، حتى يصير وجود المستبد، بل وجود فأر يمنع هذا الغليان الطائفي ضروريا ومطلوبا.

يرافق عملية الإستبداد الإستخفاف، فالمستبد لا يقيم وزنا لأتباعه ولا يعتد بهم، بل هم لديه ليسوا إلا حاشية عبيدا، قال تعالى (فاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ)

ويرافق هذه العملية الزعم أن المستبد مقيم على ثوابت الأمة، وأن من يدعو للتحرر إنما أتى ليفسد في الأرض
(وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ)

المشكلة كلها في الإستبداد،

لأن الإستبداد يضاد الطبيعة البشرية المجبولة على الإرادة الحرة
لأن الإستبداد طريق الفساد
لأن الإستبداد تأله في الأرض، وليس للسماوات والأرض إلا إله واحد لا شريك له
لأن الإستبداد هو ابن الظلم الغير شرعي

لم يكون حل المشكلة بالتحرر؟

لأن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة
لأن الله لا ينصر من لا ينصر نفسه
لأن الإنسان كائن فعّال وليس منفعلا
لأن الإنسان ينبغي أن يتعب في الحصول على الشيء حتى يدرك قيمته
لأن السكوت عن الحق جريمة، وعلى المرء أن يدفع ثمن جريمته إما عاجلا أو آجلا
لأن خذلان المظلوم جريمة، ويدفع المرء ثمنها بالتحرر
لأن التحرر يميز الخبيث من الطيب، فينصرف الخبيث معا من عبيد وزبانية للمستبد، ويتميز الأحرار معا خالصين من الفساد

بعد ذلك، كل ما يقال ليس إلا تفاصيل...

من سيأتي بعد التحرر؟
هذا السؤال ليس محله هنا، وهو خاطئ أصلا، السؤال الصحيح هو من هو الذي سيأتي به السوريون بعد التحرر. لأن بعد التحرر لا يأتي إلى الحكم أحد، بل يؤتى به من قبل الأمة. ومن يعترض على رأي الأمة وخيارها ليس سوي العقل أبدا، لا سيما إن كان يريد رأي المستبد بدل رأي الأمة، وخياره بدل خيارها.

من الذي يساهم في عملية التحرر؟
ليس مهما كثيرا قبل التحرر، المهم معرفة من الذي يقوم بالعملية وضد من. قد يساهم معه أناس كثر، أخيار وأشرار، لكن هذا لا يغير بحال أن عملية التحرر ليست خيارا بل واجبا مفروضا على الأمة، واجب يفرض نفسه قبل أن يفرضه أحد، فالأمة التي لا تتحرر من مستبديها ليست إلا قطيعا من الأغنام صبيحة عيد الأضحى.