ملحمة جلجامش


اللوحة الثالثة


.................................................. .........
.................................................. .........
لماذا تريد الذهاب الى غابة الارز
.................................................. ..
تعانقا ، عقدا عهد صداقة
اغرورقت عينا انكيدو بالدموع
شعر بألم في قلبه
تأوه ، تنهد .
" لماذا تبكي؟" ، سأله گلگاميش
لماذا تتأوه وتتنهد ؟
آه قواي خارت
عضلاتي شلت
حارس الغابة خمبابا الرهيب
دعنا نقتله ، نريح البشرية منه .
قال انكيدو : عندما كنت اجوب البراري
سمعت ان الغابة ، غابة الارز ، مخيفة
سعتها عشرة الاف ساعة ، مضاعفة من كل صوب
لخمبابا زئير مثل هدير الطوفان
النار تنبعث من فمه ، يتنفس موتا ً
لااحد يجرؤ على الوقوف في وجهه
فكيف تجازف يا گلگاميش بحياتك ؟
قال گلگاميش: سأتسلق جبال الارز
............................................
كيف تذهب الى الارز ، وحامي الغابة صنديد لاينام ؟
عيَّنَهً انليل حارساً
فتح گلگاميش فمه ، قال :
من الذي يقوى على الفرار من الموت ؟
ايام البشر معدودة ، اعمالهم هباء بهباء
اين بطولتك؟ اتخاف الموت؟
انا اسير امامك ! اكون في المقدمة
اذا سقطت ميتا ً اخلد اسمي
يقولون سقط في ساحة القتال ضد خمبابا الرهيب
تناديني اذا مت فيحزن قلبي ، لكني
اكون مددت يدي ، قطعت اشجار الارز .

ساصدر اوامري الى صانعي الاسلحة
وفي حضرتنا يصنعون الاسلحة .
جاء صانعو الاسلحة ، تشاوروا
صنعوا فؤوسا ثقيلة ، الفأس ثلاث وزنات
صنعوا سيوفا ، شفرة السيف وزنتان
مقابضها ثقيلة ، المقبض نصف وزنة
اغمادها من ذهب .
وبعشر وزنات من الاسلحة
تسلح كل منهما
وعند بوابة المدينة تجمهر الناس ليروهما
في الساحة العامة اجتمع الشيوخ ،
خطب فيهم گلگاميش، قال :
انا گلگاميش ، اريد ان ارى الذي تخافونه
الذي ملأ اسم البلدان
سأقهر غابة الأرز ، اقطع أشجارها
فيعلمون أي فتى أنجبت أوروك
ويسمعون بأخبار بطلها العظيم .
انت شاب ، والشباب كثير الحماسة
انت طموح ، وطموحك ذهبك بعيدا ً
سمعنا بأن خمبابا لا كسائر الخلائق
اسلحته ثقيلة لاتقهر
الغابة عشرة آلاف ساعة مضاعفة من كل صوب
فمن يقوى على عبورها ؟
لخمبابا زئير كهدير الطوفان
النار تنبعث من فمه , يتنفس موتاً
لاأحد يجرؤ على الوقوف في وجهه .
......................................
يحرسك الإله
يردك إلى أوروك سالما ً !
سجد گلگاميش امام شمش , صلى قائلاً :
انا ذاهب ايها الاله شمش , اليك ارفع يدي ّ
منك اتوسل النجاة
أحسن اليّ ، ردني سالما ً الى اوروك
وانت ياانكيدو تقدم , استطلع فألك .
لكن گلگاميش بكى , ذرف الدمع .
تقلدا سلاحهما , سارا
سألهما الناس : متى تعودان الى اوروك ؟
باركه الشيوخ ، نصحوه ان يمشي وراء انكيدو :
ليتقدم هو , سر وراءه . انه يعرف الدرب ,
من يسير في المقدمة يقي من يمشي في المؤخرة .
لتحرسك الشمس , لتفتح الطريق المقفل
لتمهد الصعاب , ليأتك الليل بما يفرح قلبك
تزود بالماء البارد النقي , قدم للشمس ِماءاً باردا ً.
وفتح انكيدو فمه , قال : دعنا نذهب , لنسر
في الطريق الى خمبابا
مُرهؤلاء الى بيوتهم , ليعودوا اليها الان .