(11-20-2012, 02:01 PM)elen faddoul كتب: زميل رفيق
المعارضة هي جزء من الشعب ولذلك يمكن أن تجد فيها كل الأنواع الممكنة من مرتزقة وشرفاء ومتدينين و متطرفين وحتى ملحدين (في نقاش مع صديقة معارضة ملحدة أخذت تؤكد لي أن جرائم الجيش الحر والنزعة الإسلامية المتطرفة لدى مقاتليه هي وقتية وستزول مع انتصار الثورة !!!!!!!!).
بالمناسبة قام الزميل شهاب بتقسيم من يقف مع النظام إلى عدة فئات، ومع القراءة المتأنية اكتشفت أن نفس هذه الفئات يمكن تطبيقها على مناصري الثورة السورية (بالأحرى الإسلامية).
كل ما تحتاجه هو إبدال كلمة نظام بالإسلاميين وكلمة طوائف بالمسلمين
لن أعدل كثيراً ليرى شهاب التشابه لا الاختلاف
1. جماعات تعيش تهديداً لدينها الإسلامي .. وتعتقد (نتيجة سياسة ممنهجة من مُنظِّري الثورة ) أن مصيرها كغالبية اضطُهِدَت لعقود - مرتبط بانتصار الثورة.. فتؤيده لأسباب دينية إسلامية..
2. فريق من مؤدلجي العلمانية ممن يعيشون خوفا مرضيا من الانتقام القادم بسبب ما سمعوا وما رأوا عن انتقام الجيش الحر من أنصار النظام الحالي فدعموا الثورة المدعومة في النهاية من الجيش الحر
3. منتفعون ومستفيدون من الثوار.. يركبون معهم في نفس القارب الغارق. ويعرفون أن نصف الثورة هو انتحار فلا بديل عن البقاء
4. فئات من المكرهين والمجبرين على السمع والطاعة لنظام لا يرحم .. (هذه سأتركها لأفصل فيها في الأسفل).
كنا نقرأ كل يوم عن فرار العشرات والمئات من المجندين والضباط، فنعتقد نحن البعيدون خصوصاً ، أن ظلم أربعين عاماً أيقظ ضمائر كثيرة وهذا أمر وارد جداً لو لم يستجر كارهي الظلم من الرمضاء بالنار.
سمعت البارحة بالصدفة من أحد معارفي عن ضابط مسيحي فار وهو بحسب تصنيف الإعلام الثوري منشق ينتظر الفرصة كي يحارب ضد النظام، هذا الشاب فر من العمل لإن خدمته كانت في درعا وأتاه تهديد صريح من مسلحين أن بقاءه سيعني قتله، فلم يكن أمامه إلا الاختباء بعيداً عن عيون الطرفين.
المعارضة هي جزء من الشعب لا شك في ذلك وهي أمرطبيعي ولا مجال لإنكار الشمس , معارضة بين محافظين وإصلاحيين أو بين قومي وأممي أو يميني ويساري , هذا أمر صحي , وهناك فرق كما ذكرتي بين هذا اللون وذاك و من الغباء التشرط على معارضة على ذوقنا لكن بإمكاني أن أحللها سياسيا وفكريا وهذا كله في السليم!
المسألة بالنسبة لي لست معارضة أو موالاة , إن هناك فئات أجتماعية حقيقية مظلومة وهي تنتمي لكل الحارات والبيوت والقرى وتنتمي للمعارضة وللموالاة وهي الأغلبية وهي فئات مسالمة تريد أن تعيش بأمان وأن ترسل أولادها للمدارس وأن يعيشوا ضمن الحدود المقبولة للحياة
هذه الحرب الداخلية أتت على آمال شعبنا السوري كله وتقتل من أبنائه وبناته وأطفاله كل يوم
إن خلافي هو على إرتهان المعارضة , فلابد لرياض الترك مثلا وقبل أن يموت وهو في أرذل سني عمره أن يفرح بإسقاط الأسد ومهما كانت النتائج ومهما كانت الضحايا وعلى يدم من!, ولا يهمه إن إرتمى بأحضان الوهابية أصحاب مشروع الدولة الإسلامية الفاشية المعلنة , والذين لفظوه ببيانهم أمس والذين يشكلون مع المرتزقة قوة فاعلة على الأرض , وكذلك الأمر بالنسبة للمجالس والإئتلافات من الإخوان المسلمين أو من على يمينهم , ما أخالفه هو إستجلابهم لمثال أفغانستان لتطبيقه على سوريا بوقاحة ودون خجل! , خلافي على الوطني وليس على السياسي لذلك إعتبرت مصطفى كرمان شهيدا سوريا وكل وطني قضى مثله شهيدا وهم كذلك شئت أم أبيت
إذن أنا لن أجادل حول هذا الأمر لكن من يستجلب القوى الخارجية الرجعية الهمجية ضد أبناء شعبه هنا لا يريد أن يتقبل النقد ولا يريد أن ينتبه أن اللعبة أكبر من معارضة وأكبر من نظام والدم السوري هو الدليل القاطع على ذلك , إنهم إما لا ينظرون حولهم أو كأنهم منومييين
لأنهم سيجادلون وسيلعبون مئة لعبة كي يتجاهلوا المسألة الأهم فيعتبروا النظام مسؤول عن كل شيئ
إذن أنا لاأريد الجدال هنا ولدي مايكفي من العقل كي أعرف أن النظام مثلا لم يجلب إسرائيل, وعلى قناعة تامة أن أمريكا دعمت إسرائيل والأنظمة النجسة بكل أنواع الدعم لكي يلعبوا دوراغير تحرري ومخلب قط لضرب أي تقدم وحتى لو كان على يد حكم برجوازية الوطنية كما يحلمون وحتى في الخمسينات وما قبل الخمسينات, ليس هناك هدايا وليس هناك خدمات مجانية يقدمها الإستعماريون كما يخال للحالم منهم
أنا لست بخلاف مع أي كان على تصوراته عن العالم طالما إحترم الآخر وحقوق الآخر , ولأحد المحاورين أقول أن الملحد يمكن أن يكون أشد طائفية بمئات المرات من المؤمن
إذن لا يوجد خلاف بل صراع على وجود سورية ضمن الحدود المتعارف عليها وحول مستقبل العيش المشترك بين السوريين فالإستقطاب والتهديدات الطائفية من الإجرام التقليل من شأنها لسبب أنها ليست عفوية فهي في أحلى حالات تبريرها هي كمن يربت على الخروف اليوم ليذبحه غدا
إنه ولحالة البؤس الوطني التي نعيشه لدي حلم أحمق ويدعو للضحك وهو أن يتنازل جميع الفرقاء ممن لديهم وجدان في سبيل الوطن وأن يتحدوا صفا واحدا لطرد المرتزقة والفاشيين أصحاب مشروع أفغنة سوريا