عزيزي سالم
قلت لك
أقاربي يتوزعون في جرمانا والدويلعة وكشكول، أتحدث عما أعرفه و عما قادني إليه عقلي، ولو حدثت نفس هذه الحادثة منذ سنة كنت سأرجح الخيار الثاني أما الآن فالجيش الحر هو المتهم الأول.
بالمناسبة
أنا أعيش في أوروبا حيث الحرية والديمقراطية ولست أنانية فأتمنى ألا يعيشها أهلي السوريين أياً كانت طوائفهم وإثنياتهم. أيام كنت في سوريا و بدون مبالغة كان عدد أعز أصدقائي من الطوائف الأخرى يفوق بكثير عددهم من المسيحيين. أحاول الآن بصعوبة أن أتذكر صديق أو صديقة حميمة من طائفتي فلا أتذكر إلا صديقة واحدة وتفشل ذاكرتي في إيجاد صديق.
مختلف الطوائف ومختلف درجات التدين، منقبات رائعات الأخلاق توطدت علاقتي بهم عندما كنت في أحد محطات البحث عن الدين الحق، والأصدقاء العلويين والدروز والمسلمين من الجنسين. أعرف تماماً كيف يفكرون باعتبارهم يمثلوا عينة ولو بسيطة من مجتمعاتهم.
الغالبية العظمى منا باختلاف اتجاهاتنا وأدياننا كنا غير راضين عن الوضع والبعض دفع سنوات من عمره في معتقلات النظام، لا زلت أذكر كيف حضر قسم منا محاضرة رياض سيف و تكفلوا بإحضار النسخة المطبوعة للذين لم يحضروا عن شوائب مناقصة الخليوي، وقتها قرأتها أكثر من مرة ليس لفداحة اللأرقام التي بينها سيف، بل لأنني لم نصدق أن نسيم الحرية رغم الجدار السميك الذي احتفل بميلاده السابع والثلاثين يهب على دمشق.
لكن ما يحدث في سوريا الآن والمقاتلين البواسل أياً كانت أسبابهم لا تبشر بالخير الكثير، وها هي مصر أمامنا والشاطر من اتعظ بسواه