اقتباس:هؤلاء أطفال حلب... ان ما كانوا من الأقليات فنا مشكلة... شنو الأكثرية عنا منها كتير، شو يعني لو مات شي ستين الف؟ المهم بس الأقليات، لأن بنخاف ينقرضوا، بعدين من وين بدنا نجيب سياح يتفرجوا عليهم ويرمولنا فلوس أجرة رعاية متحف التاريخ الطبيعي للبشرية..

مع تعاطفي الكامل لأي ضحية سقطت أياً كان دينها أو عمرها أو اتجاهها السياسي، لكن هناك خلط مقصود.
هل توقّع أبطال الجيش الحر البواسل حين اتخذوا بيوت المدنيين ليحاربوا نظام متوحش منها أن النظام سيقصفهم بالورود أو سيعبأ بالأطفال؟
الحقيقة بدون تزييف: أطفال وقتلى حلب من المدنيين هم ضحية للنظام وللجيش الحر معاً، وبالمقابل ضحايا تفجيرات المزة 86 هم ضحية الطرفين مع تحمل الجيش الحر المسؤولية الأكبر لأنهم فجروا مناطق سكنية وأصابوا أبرياء عندما قصدوا الانتقام من الشبيحة الذين لم يقصفوهم من المزة 86 بل مارسوا جرائمهم بعيداً عن أهلهم. يعني التفجيرات كانت انتقام من الشبيحة بتفجير أماكن سكنهم لا أماكن نشاطهم العسكري.
أما أطفال وقتلى جرمانا فهم ضحايا الجيش الحر وحده، اختاروا الابتعاد لانهم أدركوا بالفطرة أنه لا الحرية من جهة الثوار ولا تحصين سوريا من جهة النظام هي القضية فاختاروا الخروج من دوامة القتل العبثي، وفي النهاية الناس قُتِلوا هناك لأنهم رفضوا الدخول في لعبة الدم المسفوك.
لا أدري إذا كنت قد سمعت عن الفتنة التي كادت تتحول حريقاً في جرمانا تحديداً بين أهل الغوطة النازحين وشباب جرمانا وهدأها المشايخ الدروز وقتها. كان كل همهم السلة بدون عنب، فأصبحت القضية على رأي أحد الزملاء القدماء في هذا المنتدى: ولّى زمان العنب، ها زمان قتل الناطور.
خالد أنت متدين، و التدين يقتضي أن نلتزم جانب الحق أياً كان صاحبه، من جهتي نسيت قصص الدين بأكملها منذ دهور لكن ضميري لا يقبل إلا أن أتحيز للحق لا لصاحبه حتى لو كان أخي بذاته، وقبل حوالي السنة خسرت معظم أقربائي لأنني رفضت أن أصمت عن ظلم النظام، وبعدها خسرت أعز أصدقائي لاني رفضت أن أبرر جرائم الجيش الحر باعتبارها رد فعل على جرائم النظام.
القصة و ما فيها صراع على الكرسي يدفع جل ثمنه المدنيين