السيدة إيلين،

الإنسان يسبق الدين، وليس العكس، وإنما جعل الدين من أجل الإنسان وليس العكس.

والإنسان حتى يكون إنسانا، فلا بد من أن يكون حرا عاقلا مريدا، هكذا خلقه الله وهكذا ينبغي أن يكون.

النظام السوري المافيوزي هو نظام يقمع الإنسان ويحوله إلى عبد، وهذا النظام يجب أن يسقط، بجيش حر أو بدون جيش حر. سقوط النظام السوري له الأولوية على كل شيء اليوم، حتى على الحجّ. لأن رفع الظلم الحالي أولى من الحجّ إن تعارضا.

الجيش الحر وسلوكه هو رد فعل وليس فعل، ولو أردنا أن نحاسب ردود أفعال الناس لحاسبت أول ما أحاسب شعبي الذي رفض الإحتلالين البريطاني ومن ثم الصهيوني، وقام بمقاومتهما بما أدى إلى سقوط آلاف الشهداء، مع وجود منتفعين من المقاومة ضمن الفلسطينيين، لكنني لم أجرؤ يوما على الزعم أن الفلسطينيين هم المسؤولون عن سقوط شهدائهم لأنهم والصهاينة يختلفون على الأرض، فلا فرق بينهم.

الحكم هو حق السوريين جميعا، وكل من يسعى لنزعه من بين فكي الأسد فهو جدير أن نؤيده، هلأ افتراضنا أنه لن يعيده إلى أصحاب الحق لا يجوز، لأننا نترك فتنة اليوم الواقعة من أجل فتنة الغد الممكنة.

تديني لا يجعلني سلبي يا سيدة ألين، تديني يجعلني إيجابي، وتديني لا يجعلني ساذجا سيدتي الكريمة بل يجعلني كما قال عمر بن الخطاب، لست بالخبّ ولا الخبّ يخدعني، وقد يقول الرجل الطيب الكلمة بحسن نية يثير بها فتنة لا يطفئ نارها بماء المحيطات.