زميل خالد،
لقد تركت مسائل الدين منذ دهور، ثم أعادتني إليها الأخبار المتناثرة لكن الأكيدة عن تجارب الإمارات الإسلامية في المناطق المحررة.
بصراحة توقعت منك أن تلتمس بعض العذر لتجربة الإخوان المسلمين في مصر، فإذا بي أفأجأ بتعريتهم حتى من ثوبهم الأصلي (الحكم الإسلامي) فهل يتسع صدرك لسؤالين:

رغم التجانس الإثني في مصر والذي هو أعلى بكثير مما هو في سورية (الكل عرب لدرجة ما!!) وكذلك الديني (غالبية سنية و أقلية أقباط) فإن تجربة الإخوان السياسية رغم قدم تنظيهم كانت فاشلة بشكل مروع، أي مستقبل ينتظر الثورة حتى لو انتصرت على النظام في سوريا وهي المتنوعة والأعراق مع تزايد الدعوات إلى الحكم الإسلامي وتطبيقها فعلاً في المناطق المحررة؟

سؤال آخر
بوضوح للجاهلين أمثالي، هل لك أن تعطيني تجربة واقعية للحكم الإسلامي المنشود كي يصار إلى تحليلها لتقدير مناسبتها للمجتمع السوري، إذا كنت تعتبر أن الإخوان المسلمين عالمانيين وبالتالي تجربة حكمهم مهما طالت لا يمكن أن توصف بالإسلامية؟
بصراحة وضوح إعلانك صدمني، فإذا كان تصيد أخطاء مرسي وتأكيد تناقضه مع الدين مورس كثيراً طوال الشهور الماضية من قِبَل أعداء الإسلام و حتى المحايدين والليبراليين، فإن اعترافك ينقض من جديد الصورة التي أحاول رسمها في ذهني عن مستقبل سوريا الإسلامية التي سيفرضها واقعاً الثوار المنتصرين لا الغالبية الشعبية.

للتو انتهيت من قراءة مقال لأحد معارضي للنظام الذين ذاقوا في سجونه الويلات، طبعاً الاعتقال في سجون النظام على فظاعته والشجاعة أيام الشباب بالكلام حين كان الهمس جريمة لا تبرر التسلق أو الانبطاح الحالي الحاصل من البعض، لكن ربما تشفع للكاتب تجربته المريرة بالقراءة المتمعنة لما كتب بدل القفز فوق السطور ومهاجمة كل من ينتقد الثورة.
عن إعلان حلب والظاهرة الجهادية في سوريا