عزيزي خالد
أشكرك على إيراد أسبابك لإبعاد صفة الإسلام السياسي عن تجربة الإخوان المسلمين السياسية بل وعن مرجعيتهم الفكرية لأن رؤياهم بحسبك تفتقر للحد الأدنى من الاتفاق على توصيف أسس الحكم الإسلامي أو الدولة الإسلامية المنتظرة ومع تحفظي على ضرورة إيجاد اتفاق على الفهم العام للمصطلح كي يتم نجاح تطبيقه، وها هي جميع الأديان رغم وجود كتاب أو مرجع لها تجد أن اختلاف أصحاب كل كتاب أو دين على أمور جوهرية أكثر من اتفاقهم وها هي أديانهم تستمر بل تحوي كافة الأديان قصص معتنقين جدد! سأعطيك مثال من الدين المسيحي يوضح كلامي لتتعرف على ما تعرفه أصلاً:
المذهب الانجيلي (التحديد هنا يقتضي أن تكون الخلافات أقل بين أتباع المذهب مقارنة بالدين المسيحي ككل) في سوريا ليس هو نفسه في أوروبا، لأن البيئة الاجتماعية مختلفة تماماً وممارسات أهله مختلفة لنفس السبب، كل "قديس" أو حتى قس يقدم فهمه حين يفسر وينصح رعيته.

بجميع الأحوال ليس غرضي تبرير الفهم المختلف لدعاة قضية واحدة ولا حتى تأكيد أن التفسيرات المختلفة للـ"نظرية" مهما تباعدت لا تؤثر مباشرة في نتائج التطبيق، كل ما أقصده وبحسب أبسط مبادئ المنهج العلمي أن ثغرة في النظرية تجعل مجالات تطبيقها أو تفسير الظواهر بحسبها أقل لكنها لا تنقض بالضرورة النظرية من أساسها.

والأهم عندي هما السؤالان اللذان لا زالا ينتظران إجابتك، فمصر مع تفاعلي إنسانياً مع أهلها تهمني بالدرجة الثانية و قضية مصر أصلاً رفاه مقارنة مع القضية السورية التي حرم فيها بعض من أهلنا من حاجاتهم الأساسية وجميعهم تقريباً (ما عدا آل الأسد) من حاجاتهم شبه الأساسية.