أوافقك فيما يخص الأخطاء الجسيمة التي عانت منها المنظومة الإشتراكية التي تحولت أنظمتها إلى حكم بيروقراطية الدولة , فبدلا من سيادة الثوريين العلميين من الفئات الشعبية مع الطليعة المثقفة والخلاقة على زمام الأمور الإقتصادية والعلمية والإجتماعية من أجل الوصول بالمجتمع الإشتراكي إلى حالته الخلاقة , فحدث العكس وبدأ الترهل والتأفف من حالة المراوحة وتسلط البيروقراطيين على زمام الأمور ,والإنسان العادي لا تهمه الشعارات بل النتائج على المستويات المادية والروحية.
إن غياب البديل الخلاق ترك المكان لإنقضاض الرأسمال الإحتكاري وسيطرة الإنتهازيين التابعين للغرب فلم يقدم حلولا في الحقيقية بل شعارات أيضا وإنتقام من النظم السابقة وشرذمة وإستيراد "الموضة" الغربية والضحك على الذقون , ليس هذا فحسب بل أن إنهيار المنظومة السوفياتية ترك المكان للإمبرياليين في الدول الرأسمالية بالإنقضاض على المؤسسات الديموقراطية هناك كإتحادات العمال والموظفين والمعلمين وغيرها من التجمعات وسادت النظريات الغيبية والشعوذة حتى على كبار السياسيين وكل هذا بسبب غياب التيار العلمي


ولكن لنأخذ بالتجربة الفنزويلية فنرى أن الإحتكارات المفترسة التي لم تترك شئ للشعب إلا وسلبته ومن المعروف أن مستوى الجريمة كان مرتفعا لدرجة القتل من أجل حفنة من الدولارات, إن وجود قيادات يسارية خلاقة أعادت توزيع الثروة وإهتمت بتعليم وثقيف الفئات الشعبية الفقيرة أدى إلى تمسك الشعب بها تمسكه بحقوقه ومستقبل أجياله .
بينما على الصعيد السوري أو العربي عموما فيطبق الجهل والتخلف على الفئات التي يفترض أن تناضل من أجل مصالحها لا مصالح الفاشية, إن المعارضة التي سمت نفسها مرة باليسارية أو الماركسية ونتيجة فشلها أصبحت تبحث عن دور و لو كان تابعا مباشرة للقوى للرجعية التي كانت تناضل ضدها في الخمسينات وتنفخ وتظهر نفسها الآن كصاحبة قرار بينما هي دمى وكما ذكرت أيها الزميل فأحد أسباب مشكلة الأحزاب الإشتراكية أو الشيوعية هو إستغناء هذه الأحزاب عن الطبقات الفقيرة وحضور المثقفين الطاغي في تركيبتها سواء الإنتهازيين أو الشرفاء فترى مثقفين من الطراز الأول ولا ترى شعبا يلحق بهذه الطليعة لهذا برز يساريون فقط كأفراد وعلى صعيد الثقافة كالراحل الكبير الشاعر الملتزم محمود درويش وغيره الكثير
برأيي إن عملية التطور الديموقراطي العربي أو الإقليمي ليست فقط محصورة في العامل المحلي بل لا بد أن تتجه إلى ما وراء الحدود القطرية, ،إن عجز التجربة الناصرية مثلا عن إسقاط الأنظمة العربية الرجعية وخاصة السعودية وإنقضاض هذه الأخيرة مع إسرائيل على التجربة التحررية العربية كان له أكبر الأثر بما وصلنا إليه حاليا.
الموضوع شائك وبالطبع يحتاج لبحث معمق وإستعانة بمراجع إشتراكية نقدية