الحديث عن دور الأطراف الخارجية بالنزاع الدائر بسوريا، يتوجه التدخل الإيراني و الروسي و الحسننصراوي... تدخل هؤلاء هو ما يدعم عملية سفك الدم السوري... غالبية الضحايا زهقت بسلاح روسي و مال ايراني، و الدمار الذي لحق بالبلد أغلبه من متفجرات روسية و إيرانية... أقول اغلبه..

العسكري الوحيد الذي وطأت أقدامه تراب سوريا هو روسي ـ ميناء طرطوس. و ايراني..

متابعة الحديث عن مؤامرة كونية ضد نظام الممانعة هو مضيعة للوقت. و ما كان النزاع ليستمر ما يقارب العامين لولا أن المعارضة هي سورية قالبا و مضمونا، العون الخارجي للثورة ليس أكثر من مساعدة أخوية، و يبقى اقل بكثر من العون الإيراني و الروسي للنظام.

الأولية اليوم هي إيقاف سفك الدماء، دماء المعارضة و دماء المؤييدين و الأهم دماء الأبرياء...

هل يمكن لهذا أن يتم برعاية النظام؟؟؟؟ هل يمكن أن يتم تحت جناح الحل العسكري؟؟؟

فشل النظام بحله العسكري خلال 22 شهر، و لم يعد من أمل بهذا.. بل على العكس دمر البلد وولد حقدا نحتاج لعدة أجيال كي نزيله..

هل يمكن إيقاف سفك الدماء بإبادة الطائفة العلوية؟؟
لا و الف لا... و كل تهديد يطلقه الثوار ضد العلويين يزيد من شراستهم، و يخلق بينهم وحوش آخرين، يرد عليهم وحوش من الطرف المقابل، و بالنتيجة نربي وحوش تنهش من جسد البلد، كل من طرف و إلى ما لا نهاية.

أن وجد أمل لتنتصر ثورتنا، عليها أن تعطي الأمان لكل منشق عن النظام.. بغض النظر عن طائفته. و لكن استمرار بعض فيالق الثورة بتهديد الطرف الأخر بالانتقام سيضاعف من عمق الحفرة التي يتهاوى بها البلد.

الترويج لبعبع القاعدة و الاسلاماويين هي مسامير تدق بنعش البلد.
بسوريا يوجد إسلام و يوجد متطرفين، لا يمكن أن ننكر هذا، هم سوريين، و لهم كلمتهم، و اليوم تظهر كلمتهم بفضل شجاعتهم و تضحياتهم.. و لكن سوريا ليست كلها إسلام و تطرف..

و الشعب الذي سيسقط نظام الأسد، لن يسمح أن تقوده شرمزة من المتطرفين.. بجميع الأحوال، لا خيار لنا اليوم سوى بالعمل معهم.