{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
سوريا: الأرض من تحت والائتلافات من فوق
Rfik_kamel غير متصل
Banned

المشاركات: 3,925
الانضمام: Apr 2011
مشاركة: #5
الرد على: سوريا: الأرض من تحت والائتلافات من فوق
مقالة بقلم كميل أوتراقجي :

"عشرة أسباب لعزوف السوريين عن بضاعة الثورة

يتابع السوريون عن كثب التغييرات الكبيرة التي تجري من حولهم في البلاد العربية. و مع أن هناك بعض التحسن و الكثير من الأمل للمزيد من التحسن في المستقبل، إلا أن الصورة بشكل عام لا تزال تفتقر للجاذبية الكافية.

1 – لا توجد تجربة ناجحة على امتداد الإقليم برمته. و حتى الديموقراطيات الموجودة، تعاني كلها من الكثير من الخلل. الديموقراطيات في كل من لبنان و العراق و إيران و حتى إسرائيل، كلها تعاني من عيوب كبيرة، تجعل المواطن السوري يقارب الوعود المغدقة عليه بجنة الديموقراطية، بالكثير من التشكك
.

2 – فضلاً عن عيوبها من وجوه التقييم الديموقراطية البحتة، فإن كل هذه الأنظمة “الديموقراطية” لا تزال تعاني بحدة من آفة الفساد. في تقييم العام 2010، أعتُبر كل من لبنان و العراق أكثر فساداً من سوريا ، بحسب مؤشر الفساد الذي تصدره مؤسسة الشفافية العالمية. بمعنىً أن الديموقراطية لم تساعد هذه الدول على الخلاص من الفساد، و هو من أهم شكاوى السوريين من النظام.


3 – يرى السوريون أن الدول العربية التي كان لها أهمية و ثقل في العالم العربي، يرونها اليوم و قد ضعفت بشكل كبير و مُذل بعد مرورها بتجربة “الدمقرطة” . على سبيل المثال، كان العراق أحد أقوى الدول العربية، بينما لم يتمكن في العام 2010 من تشكيل حكومته دون استشارة إيران و الولايات المتحدة و سوريا في مداولات استمرت أشهراً طويلة. و يرون مصر، و هي أكبر دولة عربية، و هي لا يكاد يكون لها اليوم أي وزن إقليمي و من المتوقع أن تبقى ضعيفة لسنوات قادمة. حتى بعض وجوه الساسة الليبيين العلمانيين، و الذين ساندوا التحرك للإطاحة بحكم القذافي باتوا اليوم يعبرون عن سخطهم للتدخل الفج لدولة قطر الصغيرة في شؤون ليبيا الداخلية. هذا لا يعني أن السوريين يتخلون عن السعي نحو الديموقراطية، إلا أنهم غير راضين عن نتائج هذه التجارب القسرية التي أمامهم، و لا يريدون لسوريا أن تتحول من لاعب يحسب له حساب، إلى أرض ملعب للآخرين.

4 – يرى السوريون كذلك بعض الدول العربية الأخرى و قد تقسمت، أو هي على وشك التقسيم. اليمن قد يكون على طريق التقسيم من جديد إلى شمالي و جنوبي. السودان تم تقسيمه فعلاً. الصومال تحول إلى دولة فاشلة بالكامل.


5 – تدهورت حقوق المرأة و مكتسباتها بشكل كبير في الدول التي شهدت التغييرات الدراماتيكية الأخيرة، و التي فتحت المجال لدخول الإسلاميين بقوة على الخط في تلك الدول. نرى أمثلة صارخة على ذلك في كل من العراق و مصر و تونس، و من المتوقع أن تلحق بهم ليبيا على هذا الطريق، إذا ما استمر الأسلاميون هناك على نفس الطريق. هذه المؤشرات لا تشجع الكثير من النساء السوريات على الانخراط في ركب الثورة السورية خاصة و أن طابعها يغلب عليه التشدد أو التطرف الديني مثل الدول المذكورة.


6 – كذلك تدهورت حقوق و حريات الأقليات الدينية و العلمانيين في كل من البلدان التي مرت بالتغييرات الحادة الأخيرة. على سبيل المثال، لم يعد مسيحيوا العراق أو أقباط مصر يتمتعون بنفس المستوى من الحريات التي كانوا يتمتعون بها في عهد الأنظمة العلمانية السابقة. أما طائفة الصابئة، و هي من أقدم الطوائف في العراق، فقد اضطر معظم المنتمون إليها إلى النزوح الجماعي من العراق، بعد سلسلة من الهجمات الدموية عليهم عقب انهيار النظام السابق. في مصر، أظهر استبيان للآراء قامت به مؤسسة (PEW research) أن نسبة المسلمين المصريين الذين يرون أن حقوق الأقليات الدينية مسألة مهمة، لا تزيد على 27%. و في الوقت الحالي، يواجه رجل الأعمال القبطي المعروف نجيب ساويرس تهماً قضائية بازدراء الدين الإسلامي، في الوقت الذي اكتسحت فيه الأحزاب الإسلامية الانتخابات البرلمانية المصرية بنسبة تزيد على 70%.


7 – في جميع البلدان التي تشتمل تركيبتها السكانية على تنوع ديني أو مذهبي أو إثني أو قبلي واضح، فإن الأزمات و التغييرات الحادة تسببت بسقوط عدد كبير من الضحايا. كلفت الحرب الأهلية اللبنانية أكثر من 230 ألف قتيل، و سقط مئات الآلاف من القتلى في العراق على طريق الديموقراطية الموعودة، و كذلك سقط مئات الآلاف في السودان و يوغوسلافيا. في ليبيا، اشتملت فاتورة إسقاط القذافي على أكثر من 50 ألف قتيل، حتى الآن. يرى السوريون ذلك، و يعرفون أن بلادهم ليست حصينة ضد مصير مشابه، إذا ما عمت الفوضى.

8 – يعرف السوريون أنه عند انهيار السلطة المركزية في أي بلد من البلدان، فإن الفوضى و فقدان الأمن يصبحان، دائماً، سيدا الموقف. عند انهيار السلطة المركزية، تسعى فوراً مجموعات ذات طابع ما قبل الدولة (قبلية، مناطقية، طائفية، إثنية) إلى التشكل و التنافس بعنف على المكاسب ضمن الفوضى الحتمية التي تنشأ. حتى في الدول ذات التجانس الديني و المذهبي (مثل تونس،مصر، و اليمن مثلاً)، يحتدم التنافس بعنف بين مراكز قوى تتوزع بين الجيش، و الإسلاميين، و بعض القوى العلمانية. إلا أن الصورة تصبح أكثر قتامة في الدول ذات التنوع الطائفي أو الإثني أو القبلي (لبنان، السودان، يوغوسلافيا، ليبيا) حيث تأخذ التكتلات فوراً اتجاهات تعكس بحدة تناقضات التركيبات المذهبية أو الإثنية أو القبلية. و في جميع التجارب المائلة أمامنا، فإن الفترات الانتقالية التي أعقبت تفكك السلطات المركزية و انهيارها، و في غياب أية مرجعيات للفصل بين الفرقاء، كانت خطرة جداً، بل و قاتلة. إذ عندما تنفلت الغرائز و الأطماع في سبيل حصول كل فريق على أكثر ما يمكن من المكاسب، و في سبيل تشكيل المستقبل بالشكل الذي يحقق لطرفه أكبر الفوائد، فإنه لا حدود للفظاعات التي يمكن أن ترتكب، كما رأى السوريون من التجارب المذكورة، و كما لا يريدون أن يروا في بلادهم.

9 – الثورات و الحروب الأهلية تحطم الاقتصاد. حتى العراق، الغني بالنفط و الموارد، لا يزال مشلولاً و لا يزال أمامه مشوار طويل قبل أن يستعيد عافيته. بينما تواجه مصر خطر الإفلاس، حيث تتآكل احتياطاتها النقدية بسرعة تحت وطأة التعداد السكاني الكبير و انهيار صناعة السياحة الأساسية هناك. في سوريا، فإن تحطم الاقتصاد الذي سيعقب (بشكل شبه مؤكد) أي انهيار في السلطة المركزية أو حرب أهلية – لا سمح الله – سيمنع أي نظام مستقبلي من الإبقاء على الدعم الحالي للغذاء و المحروقات، مما سيرفع أسعار السلع الغذائية الأساسية و الوقود عدة أضعاف، و هو ما سيسبب انهياراً اجتماعياً، و انفجاراً في جرائم الحاجة و العوز مثل السرقة و الخطف و قطع الطرق و الدعارة. يعلم السوريون كل ذلك، و قد رأوه في تجارب قريبة منهم، و أيضاً لا يريدون أن يرونه في بلادهم. و قرأوا شهادات في


10 – إضافة إلى كل ما سبق، فإنه و في كل التجارب المحيطة بالسوريين، فقد نجحت إسرائيل في استغلال الأزمات العربية لكي توجد لنفسها مكاناُ ضمن التقسيمات الجديدة التي ضربت الدول العربية المأزومة: في كردستان العراق، مع تجمع 14 آذار في لبنان، مع حركة فتح في فلسطين، في دولة جنوب السودان، و مع ثوار شرقي ليبيا. و على الرغم من كل الصعوبات التي تعتريهم، فإن غالبية السوريين لا تزال تتمسك بروح وطنية عالية و سيؤلمها جداً أن ترى موطئ قدم لإسرائيل في قلب سوريا ما بعد الثورة، خاصة و أن توجهات القوى المسيطرة الغالبة على الثورة حالياً لا تبشر بكثير خير على هذا الصعيد.

برنارد هنري ليفي، شمعون بيريز، إليوت إبرامز، و أيمن الظواهري لا يخفون سرورهم الكبير بمجريات الأحداث في سوريا. هذا هو الفريق الذي يعمل بتناغم كلما أطلت مصيبة برأسها على العالم العربي.


[صورة: 10-Reasons_Arabic.jpg]

يفسر الشكل أعلاه أهم الأسباب التي لا تزال تدفع بالغالبية العظمى من السوريين إلى النأي بأنفسهم عن المشاركة في الحراك القائم ضد النظام. و مع الاعتراف بأن الكثير من “الأغلبية الصامتة” قد لا تكون مع النظام في الكثير من الجوانب، إلا أن مكونات هذه الأغلبية لا تستطيع أن تتجاهل الحقائق المخيبة للآمال التي تحيط ببلادهم و التي تدمغ هذه “الثورات” بدمغتها. و بالرغم من الجهد الكبير المبذول على صعيد تسويق الثورة لعموم السوريين، إلا أن درجة عالية من الواقعية و الحذر لا تزال تحكم قرار معظم السوريين، و تشكل العقبة الأساسية في وجه مخططي الثورة و مشغليها. لم ينفك هؤلاء عن التأكيد مراراً بأن نظام الأسد هو من يستخدم كل الحيل لتخويف السوريين، بينما لا يوجد أبداً ما يستدعي الخوف، و كل شيء سيكون على ما يرام بل و أفضل. إلا أن السوريين الذين رأوا بأنفسهم تجارب جيرانهم في العراق و لبنان و ليبيا و السودان و غيرها، يعلمون أن “نظام الأسد” لم تكن له يد في المآسي الدموية التي أصابت الشعوب هناك، و أن مخاوفهم بالتالي عقلانية و منطقية و لها أسبابها الموضوعية.

في حديثه عن سياسته تجاه الشرق الأوسط في شهر أيار 2011، شخص الرئيس أوباما بدقة، الدور المحوري الذي لعبته تكنولوجيا المعلومات في مساعدة الناس على أن يكونوا أقل عرضة لطغيان الديكتاتوريات. إلا أن ما أغفل الرئيس ذكره، كان أن هذه التكنولوجيا نفسها (الإنترنت، كاميرات الهواتف النقالة، اليويوب، و شبكات التواصل الاجتماعي) قد مكنت الناس من أن يروا عيوب الطرف الآخر كذلك. و قد استخدم السوريون هذه التكنولوجيا نفسها لمشاهدة بعض رموز المعارضة و هم يتصرفون كأطفال نزقين يريدون جائزتهم الآن و بدون تأخير، و مكنتهم من التعرف عن قرب على قائد “الجيش السوري الحر” و هو يعلن استعداده للتبعية لمن يوصله إلى كرسي الحكم، و لو على دبابة تركية أو طائرة لحلف الناتو. استخدم السوريون هذه التكنولوجيا لمشاهدة صحفيين غربيين مثل نير روزن و هم يؤكدون في مقابلات تلفزيونية بأن جنوداً منشقين قابلهم أكدوا له أنهم انضموا للثورة لأسبابهم الطائفية الخاصة بهم، و ليس لأن ضباط الجيش حاولوا إجبارهم على إطلاق النار عشوائياً على النساء و الأطفال. شاهد السوريون عبر القنوات الفضائية الاختلافات العميقة بين تيارات المعارضة، و قرأوا مشاحناتهم على صفحات الفيس بوك، و سمعوا بذاءات بعضهم و شتائمهم لبعضهم البعض على اليوتيوب، و سمعوا خطاب التخوين و اللعن لبعضهم البعض على القنوات الوهابية. هذه التكنولوجيا التي تكلم عنها الرئيس أوباما أوصلت الشعارات الطائفية لبعض مناصري الثورة إلى غرف نوم السوريين و أقلقتهم بعمق. أرتهم بوضوح كيف لا يحتمل هؤلاء الثوريون الذين يطالبون بحرية التعبير، مظاهرة سلمية مناوءة لهم في بروكسل، و يعتدون على أفرادها بالضرب في قلب أوروبا لمجرد تعبيرهم السلمي عن رأيهم، و هم لم يصلوا إلى الحكم بعد، فكيف إذا وصلوا؟ عبر هذه التكنولوجيا، شاهد السوريون لقطات مخيفة “للجيش السوري الحر” و هو يرهب المواطنين السوريين و يهددهم، و قرأوا شهادات في صحف مثل الفيجارو، عن وجود مقاتلين ليبيين من تنظيم القاعدة داخل سوريا، و شاهدوا نماذج لدور المرأة في الثورة السورية.

لقد اعتمد الغرب و حلفاؤه العرب على أن تشكل نشوة “لحظة ميدان التحرير” حافزاً كافياً للسوريين لكي يلتحقوا بركب الثورة على النظام. و قد ساعدت منظمات صربية و مصرية و أمريكية غير حكومية، النشطاء الثوريين السوريين على أن يقدموا أنفسهم بشكل يظهرهم متحدين، متفاهمين، متحضرين، غير طائفيين، و بشكل أساسي غير مسلحين بغير الفكر النيّر و النوايا الطيبة لسوريا الغد، التي تحترم حقوق الإنسان، مثل السويد و أفضل (دأبت إحدى الناشطات على القول بأن الثورة السورية ستعلم العالم كله السلمية و التحضر و الديموقراطية). إلا أن لعبة التمويه هذه لم تصمد طويلاً، و ساهم عامل الزمن في أنُ تستخدم نفس التكنولوجيا التي اعتمدوها لنقل عدوى الثورة، في نقل حقائق أخرى عن هذه الثورة، أُريد لها أن تظل مختبئة وراء الشعارات المثالية. بالنسبة للكثير من السوريين، ظهرت الثورة كبديل أسوأ و أكثر مدعاة للقلق، من النظام الذي خرجت لاستبداله.

مقالة بقلم كميل أوتراقجي"
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 01-08-2013, 05:22 AM بواسطة Rfik_kamel.)
01-08-2013, 05:08 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
الرد على: سوريا: الأرض من تحت والائتلافات من فوق - بواسطة Rfik_kamel - 01-08-2013, 05:08 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  رجم إمرأة سوريا بتهمة الزنى ..رجم لأمنا سوريا Rfik_kamel 2 412 07-19-2014, 09:55 PM
آخر رد: JOHN DECA
  لا للعدوان على سوريا ... لا لتدمير سوريا وذبح شعبها لا والف لا . زحل بن شمسين 1 839 08-27-2013, 10:38 AM
آخر رد: مصطفى علي الخوري
  المذيع الأمريكي المخضرم غلين بيك يمسح الأرض بـ اوباما observer 24 3,145 06-21-2013, 06:18 PM
آخر رد: observer
  حقيقة ما يجري على الأرض السورية..مع عزمي بشارة أبو علي المنصوري 0 561 02-08-2013, 11:32 PM
آخر رد: أبو علي المنصوري
  المعركة الإيرانية على الأرض السورية نوار الربيع 8 1,909 09-22-2012, 05:23 PM
آخر رد: salem mohamed

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS