نحن لا نتفق على أن الوضع السوري يسمح بديموقراطية منشودة كفيلة بالحفاظ على العلمانية والتعددية
نحن ربما نتفق فقط كمثقفين أو أشباه مثقفين على ضرورة الخلاص من هذه الأزمة بما يضمن الحقوق للنساء والأطفال والقوميات والإثتيات والأقليات والحفاظ على النظام العلماني الذي يكفل الإعتراف بكافة القوى الحية في المجتمع والتعامل معها على أرضية المساواة في الحقوق والواجبات أمام القانون وبشفافية, أليس كذلك? دولة علمانية وديموقراطية!
إذن نحن أقلية
نحن لا تتفق على أن طبيعة النظام هي المسبب الوحيد لما يحدث في سوريا
أنت تقول أربعين سنة من حكم النظام وتفترض وجود حكم أفضل بكثير وهذا الأمر غير موضوعي ( , لأنه يتناسى أيضاالوضع الإقليمي والدولي الذي لا يسمح بوجود الديموقراطية في العالم بأسره فعن طريق تغذية النزعات الطائفية والعرقية والدينية والمذهبية يستمر التراجع على الصعيد الديموقراطي ويعز فيه الديموقراطيون , تجربة العراق دليل على ما تريده القوى النافذة .
أيضا يجب التمييز وعدم التنكر لإيجابيات الدولة السورية في علمانيتها وإحترامها لحقوق كثيرة تقف ضدها المعارضة العميلة التي تسعى لأسلمة البلاد وتقسيمه مذهبيا
أنا أذكر حدوث مظاهرات قي حمص وكنت صغير السن كانت شعاراته ومنذ اليوم الأول وليس بعد أربعين سنة (لا طنوس ولا نوس بدنا واحد فيه ناموس) وكأن هؤلاء لم يكفيهم الحكم العثماني الذي فعل ما فعله ومنه قتل ربع سكان سوريا من المسيحيين والذي لا يتجرأ أحد في سوريا بالتفكير بتخصسص يوم وطني لأجله على غرار مذابح الأرمن واليهود!!
أنت لا تمر سريعا عل التأثير الهائل الذي تركه تحالف الوهابية مع أمريكا فحّول إمكانيات وجود ديموقراطيات حقيقية وإستقلالية الدول إلى سراب ولا تلحظ ذلك التراجع العام , وما تلك الدول التي تتمتع بالحرية الإخوانية الأمريكية الفاشلة سوى دليل على ذلك, يضاف إليها أنظمة دمى الرجعية العربية وكذلك تجربة ديموقراطية العراق المهزوزة
ربما تقول : ما دخلني أنا بيهمني سوريا
فأقول لك وكذلك أنا أما دخلني أنا بيهمني سوريا , أتمنى هذه الما دخلني, لكن ما دخلني لا تصمد أمام الواقع, إن من يغذي للمقاتلين الإسلاميين بالسلاح, لا يقول ما دخلني, من يعين تعيينا من الغرب كالمجلس الوطني والإئتلاف لا يقول ما دخلني , من فعل تدمير أكثر جدا من النظام وضرب بنيته التحتية ومرافقه الأساسية لا يقول ما دخلني, من شجع الحقد الطائفي بصورة غير مسبوقة عبر الضخ الإعلامي المغرض وإختلاق الأكاذيب كذبح زينب الحصني وإستمرا ردعايته حتى بعد التأكد من وجودها على قيد الحياة لا يقول ما دخلني.
ما يخص الدولة السورية:
سوريا كان لها علاقات جيدة مع كل الدول العربية ولم تكن مقتصرة على روسيا وإيران لا بل أن روسيا وفي بدء الأحداث صرحت أن نظام سوريا هو أقرب للغرب في علاقاته الإقتصادية منه إلى روسيا!!! وكذلك فعملية الحصار الإقتصادي والتكالب الدولي على بلدنا لم يوفر خيارات كثيرة وهو حالة إجبارية وليست إختارية,وبالمختصر الدولة وظيفتها تقديم خدمات من مازوت وغيره ويمكن أن تعتمد على أي دولة خارجية في ذلك ولايعتبر هذا خيانة لذلك لا يمكنك أن تقارن علاقة دولة بمنظمات إرهابية, فمفهوم الدولة غيرمفهوم المنظمات والأحزاب سواء كانت رسمية أو غير رسمية
لو كان الأمر متوقفا على الإقتناع أن ما يحدث هو صراع بين نظام إجرامي وشعب بريء له مطالب عامة تتعلق بحرياته بعيدا عن الطائفية والحقد والإنتقام لوقفت إلى جانبك بدون أي شك!!
لكن مايحدث هو عملية إنشطار يبدو فيه الأمر كثورة مضادة تشطر المجتمع عموديا , وهي أقرب للحرب الأهلية الإسبانية منها لثورة العبيد أو الثورة البلشفية أو ثورة كومونة باريس الطبقية!!!
أي نقاش حول الموضوع السوري وإنقاذ سوريا يجب أن يستند في تحليله إلى أعلاه وإلا فقدنا بوصلة الحوار
إذن بالنسبة لبشار الأسد , المعارضة لديها سياسييها (ما شاء الله) والطرف الآخر لديه سياسيوه , من الديموقراطية, إذن لحظ وجود الآخر وتمسكه بقادته خاصة في ظل تمسك الرجعيين بتنظيم القاعدة في سوريا والجيش الحر المبني أساسا على جموع معظمها متخلفه وموجهة طائفيا, أقول معظمها وليس كلها!
إنتهى ذلك الوقت الذي تقول أو أقول به أنا أمثل الشعب أليس كذلك!! ,فلماذا لا ندع الشعب يختار!!
بالنسبة لي فلن لن أرضخ لمطالب الغرب والسعودية وقطر و"الجيش الحر" ومنظمة القاعدة لأن ذلك لا يشكل حلا بل وضع شروط مهينة لا تتوقف على شخص احد في الحقيقة وأنت تعلم ذلك تمام العلم ولذلك ما تقوم به المعارضة المأجورة من شروط تعجيزية لاواقعية بقصد الهروب للأمام والتسويق الخارجي ولإدامة حالة التدمير المنهجي للوطن السوري أكثر منه حل داخلي, فمالنا ومال أن نضحك على أونخدع بعضنا
عندما يقتتع معظم الشعب السوري أن رحيل الأسد هو ضرورة تاريخية لمصلحة سوريا فلن أتردد في الإعلان عنها الوقوف بجانبها
لكن ما يشكل حلا هو التشاركية الوطنية لإعادة بناء سورية التي هي عمل إيجابي من مصلحة الجميع, عمل توافقي يجمع ولا يفرق , إن إثبات منفعة هذه التشاركية (حكومة مؤقتة) تسمح بإختبار هؤلاء جميعا وتضعهم على المحك وبالنسبة للشعب فهو من سوف يقرر مستقبل الحياة السياسية ويقرر بقاء الرئيس من عدم بقاءه وأهم من ذلك هو دستور البلاد
بالتأكيد أنا لست مع حكم العائلة ولا أعتقد أن الحكم في سوريا هو حكم عائلي كالحكم الملكي في السعودية والقطري الذي ترضع منه المعارضة العميلة غذاءها ولا هو مشابه
لحكم بوش الأول والثاني ولا بوتين الأول والثاني ويجب التمعن في هذا الأمر أكثرمنه إطلاق العبارات العامة!
ومما يعني حكما ضرورة إيجاد آليات أفضل لوصول رئيس ما للحكم ضمن ثوابت العلمانية السورية
أما أن نشخصن من تلطخت أيديه بالدم ولا نركز سوى على الرئيس اللاطائفي كمسؤول أول وأخير فما هو إلا طفالة سياسية أو إلحاق أذية مغرضة بسوريا من جهة وبمؤيدي الرئيس من جهه ثانية وعدم الإعتراف بوجودهم وهذه مشكلة حقيقية لأننا نتنكر هنا للمؤامرة التي أرتكبت ضد سوريا من أجل تمزيقها و نحاول إيجاد كبش فداء لتطهير الأيدي كعمل مقدس أكثر منه عمل سياسي جدي
ما أومن به تماما هو أن المعارضة السياسية الخارجية باستثناء هيئة التنسيق وإتجاه هيثم المناع ليست سوى دمى إذا ما وضعنا أيضا الإخوان جانبا , لهذا هم يشترطون إستقالة الأسد , مما يتبعه ذلك من إستقالات أخرى مرتبطة به كرأس لحزب ونظام وهو يعني بالنتجة الإتيان بهؤلاء المتآمرين إلى الحكم بعد إنتصارهم (لأن التنازل يجر تنازل) , بينما المطلوب هو إنتخاب الشعب لممثليه وليس بالضرورة للمعارضين ( أن إستقالة الأسد هو إنتصار سيوظفه هؤلاء بكل قوتهم مدعومون من نفس الأنظمة الرجعية ومن أمريكا ولا مجال للبراءة هنا) ,
إذن إستقالة الرئيس ليس مسألة شخصية !! ولو كانت كذلك لما طالب بها أمراء النفط والمخابرات المركزية الأمريكية والحكومة الفرنسية منذ سنين
بالمناسبة وعن مسألة التسبب بمقتل الرهينة : للأسف هذا يطبق في حالات الإستقرار وكل شيء مرتبط بالقدرات الأمنية والعسكرية وتعقيدات الأرض فبالأمس تسببت السلطات الجزائرية بمقتل حوالي عشرين رهينة من أصل عشرات الرهائن إختطفتهم منظمة القاعدة في إفريقيا ولا يمكن لأي دولة أن تتجنب مقتل المدنيين تماما وأعرف مناطق مؤيدة لا وجود بها لمسلحين وسقطت عليها قذائف من جانب الجيش السوري بالخطأ نظرا لتماسها مع مناطق يسيطر عليها إرهابيون