ما دام الموضوع ليس له علاقة بالله جل وعلا، فعلينا أن نرجع إلى الأسئلة التي إجابتها تحدد أصول اللغة العربية، حتى تستطيع أن يكون لديك مسطرة صالحة للقياس، ونتوقف عن استعمال الشبر والفتر والفحجة لقياس اللغة.

ما هي اللغة عموما؟
ما هي اللغة خصوصا؟
كيف يتم أخذ اللغة؟

هلأ أنا متخصص في هذا الموضوع تحديدا، وفي السنتين الأخيرتين أدرسه بشكل جامعي احترافي ما يتعلق باللغات عموما، تحت باب Semiotics، والذي هو أوسع بكثير من اللسانيات واللغويات، ولا أريد أن أفرض نتيجتي أو ما توصلت إليه، لكن أريد أن أقوم بتوجيه البحث بعيدا عن الفحجة والشبر والفتر والباع والذراع، حتى تكون مقاييسنا مقبولة وغير مؤدلجة بالاسلاموفوبيا واللاهوتوفوبيا وما يشبهها من مشاكل موضوعية.

جرب أن تقوم بالعصف الذهني حول الأسئلة الثلاثة السابقة، ثم ضع لنا هنا ما تستطيع التوصل إليه، ثم نبحثه سوية، وبعد ذلك نرى كيف يتم تطبيقه على القرآن بعيدا عن منهاج النحو الواضح المؤلف من قبل جماعة من الأساتذة والمقرر للصفوف الإعدادية الذي يخيل إليك من طريقة طرحك للموضوع أنه هو المعيار للحكم على القرآن. لأن هذا الكتاب الذي تظنه مسطرة لا يشبه حين التمحيص إلا كما يشبه من يقيس المسافة إلى القمر أو بالأحرى النجوم باستعمال مسطرة الثلاثين سانتي تبع المدرسة، بل بالحري يستعمل شبر يده لتحديد هذه المسافة.

عزيزي، جرب ما قلته لك، ولا علاقة للتجربة هذه بإيمانك أو كفرك، فقد استغنى الله عني وعنك، وهو غني حميد.