اذهبوا جميعا فكيدون ثم لا تنظرون،

أنتم لا تعرفون الحسين، وحسيننا غير حسينكم، حسيننا نصير المستضعفين، وحسينكم نصير الطغاة.

أما جد الحسين، وسيده وسيد العالمين، فقد قال فيه تعالى، وإن كنت أشك أن أمثالك يفقهون هذا الخطاب (إنك ميت وإنكم ميتون)

وقال مولانا تبارك وتعالى (كل شيء هالك إلا وجهه) فجمع في كل شيء كل شريف وسفيه.

لكنني لا أحدث من يعقل، يزعم بالحسين وصلا والحسين منه بريء، وإنما وصله بحافظ وبشار والخامنئي وحسن نصر.

ثم يعجبني أشد العجب كيف يقيم نفسه متحدثا بإسم غيره، فهو تارة متحدث باسم الروس، وتارة أخرى باسم الأيارنة، وطورا متحدث باسم الشيعة وطورا آخر باسم السنة والشيعة، وأخيرا وليس آخرا فإنه متحدث باسم السوريين.

لم يتضرر حسيننا من زعم البعض أنهم يريدون البول على قبره، وإنما تضرر حسيننا من قتل الأبرياء بغير ذنب إلا أن قالوا "أنا إنسان مش حيوان، والعالم كلها متلي"، الحسين الذي نوالي والذي لا علاقة له بالذين يواليه هؤلاء، الحسين الذي نوالي يعرف جيدا صوت الأحرار لأنه منهم. ولا يعرف صوت العبيد الذين تسوقهم العصا ويرقصهم الدفّ، عبيد العصا وكل لكع جبان زعم أنه للحسين موال، وهو ليس إلا ولي الشيطان. ولي الشيطان الذي نهاه الله عز وجل إلى مجرد الركون إلى اللذين ظلموا، فلم يكتف بمجرد الركون بل سارع في نصرتهم، وتبين له كيف صنع الله بالقوم الغابرين من الذين ظلموا، وضرب له الأمثال التي استيقنتها نفسه وجحد بها قلبه وزعمها لسانه، فوليه القوم الظالمون وليس للحسين فيه نصيب، ولا لجد الحسين.

هذا امرؤ كما قال فيه مولانا جعفر الصادق "أكثرهم واصفة"، وهو فعلا يصف حب الحسين ويعمل عمل عدوه، يصف حب الحسين وينصر ولي الشيطان، قاتله الله من عدو لنفسه، باع دينه بدنيا غيره.

غضب فلان واشتد سعيره من أجل تربة الحسين، وهو يعلم أن القول ليس إلا قولا لا قيمة له، وصارت أعصابه في ثلاجة قطبية حين نطق سفيه القوم الذين هم سادته وهو نصيرهم أنه سيبقي بشار في الحكم غصب عن الله، وصارت أعصابه في ثلاجة حين قال السفهاء الذين هم سادته وهو نصيرهم "يا الله حلك حلك، يقعد حافظ محلك"، وصارت أعصابه في ثلاجة حين تم ركوب الذنب الأعظم وسفك الدم المحرم وانتهك العرض المكرم، ذلك الدم الذي إنما خرج الحسين غضبا لسفكه، والعرض الذي إنما خرج الحسين بذلا لحفظه.

فضيّع هذا الفلان عبد العصا دم الحسين وثورته من أجل لطميات سخيفة لا تعطي معنى الحسين ولا قيمته، بل وزاد على ذلك أنه باع دم الحسين في مزاد رخيص نصرة لطاغية جبار عنيد، ثم يزعم أنه يغضب له، ألا غضب الله عليك وأخرجك من كل وسع أنت فيه إلا كل ضيق، وأنزل فيك نقمة لا تخالطها رحمة، حتى يقال ويظن ما كان من أمر هذا.

آلحسين تزعم النصر وأنت ولي عدوه يا عدو الله وعدو نفسك؟ لنحن أولى بالحسين والحسن وعليا وفاطمة ومحمدا منك ومن أشباه أمثالك من عبيد العصا وكل لكع لا ينتهي عن الدم. إنما هي الضبع لا يخرجها إلا الدم، ثم تؤخذ من عرقوبها فتجعل صيدا، وقد آن أوان صيد الضباع فيا رجال الله تأهبي.