ما شتم الحسين غيرك يا هذا، وما آذاه غيرك...

هب أن المعارضة شياطين في ثوب البشر، وهب أنهم قد رقصوا أمام السفير الأمريكي، فدعك منهم، وخبرنا بأي عذر تنصر القوم الظالمين وتنسب نفسك إليهم، ثم تعجب فيم يشتم الحسين؟

إنما يشتم الحسين فعلك، وإنما يؤذي الحسين مكرك، ومتى كان الحسين يؤذى بالشتم يا مائق؟ إنما يؤذى الحسين بزعم أنك تتبعه ثم تخالف عن أمره وتحالف القوم الظالمين الذين نهاك الله عن الركون إليهم.

أما قضية الصبر والسكوت، فهذه ما سمعناها من الحسين، ما سمعنا منه إلا هيهات منا الذلة،

أما ابن الزبير ومحمد بن علي فليسا في موضع حديثنا، فدعك من الحديث عن قامات لن تبلغها، فضلا عن أن تبلغ السحاب والنجوم.

الحسين وآل محمد كانوا حربا للقوم الظالمين، وأتوا بالأمر الذي كرهته الملوك، وحين صبر صابرهم، فإنه حين صبره لم يهادن القوم الظالمين ولم ينصرهم على أحد ولم يركن إليهم، وقد وجدناك قد وضعت سيفك الصدئ ورمحك المكسور ولسانك البذيء نصرا للأسد وآل الأسد وقد نهاك الله عنه.

أما وقد صدقت حين قلت، لنا حسيننا ولك حسينك الذي لا نعرفه، ولنا محمدنا ولك محمدك الذي لا نعرفه، ولنا الله ولك ربك الذي لا نعرفه.. أي رب تعبد وقد نهاك عن الظلم والاستبداد، وأمرك بالقتال في سبيل المستضعفين؟ أي رب تعبد وقد أهين ربك على قناة حزبك جهارا نهارا من قبل صرامي الأسد، وأن تتبسم ببلاهة؟ أي رب تعبد وقد قتل الولدان واغتصبت الحرائر، فما وجدناك إلا من الشامتين؟ أي رب تعبد وقد استعبد الإنسان في بلاد أمر الله بها أن تكون حرة؟ أي رب وأي محمد وأي حسين تدعوننا إليه إلا لنكون تحت ذل آل الأسد؟

خسئت أنت ومن رأى رأيك، حسيننا ومحمدنا وربنا لم يأمرونا بالذل، وما أمرونا بالخضوع للجبابرة الطغاة، وما أمرونا إلا بالنفير نصرة للمستضعفين. وليس الشر على النفس حتى يصبر المرء له، إنما الشر قد عم وقد أمرنا برفعه وإلا ففيم خيريتنا على الناس يا هذا؟ خسئ الرأي الذي خذل الشهيد زيد حفيد الحسين ورفضه، خسئ الرأي الذي خذل الشهيد يحيى بن زيد ورفضه، خسئ الرأي الذي خذل محمدا النفس الزكية وأخيه إبراهيم الإمام وأبوهما المحض ومعه النجوم الزاهرة من آل محمد، خسئ الرأي الذي خذل الحسين الأصغر في فخ ومعه إدريس عمه، هؤلاء أئمة قد خرجوا على الظالمين اتباعا لمولانا الحسين، أما أنت فقد اتبعت القوم الظالمين اتباعا لكل ظالم من فرعون حتى يرث الله الأرض ومن عليها...

ولم لم يصبر قومك على الشاه؟ أم هم أولى بالثورة؟ ولم لم يصبر قومك على صدام؟ أم هم أولى بنصر بوش لهم؟ ولم لم يصبر قومك على منظمة التحرير في جنوب لبنان؟ أم هم أولى بالأرز والورد يلقوه على المجرمين؟

نصيحة كما نصحوا الحسين، أن يقعد مع القاعدين، لكن الله قد أحب خروج الحسين وكره انبعاثهم فثبطهم.