لا تجعل القرآن عضين يا هذا يضرب بعضه ببعض،

فالذي أمرك بالصبر قد نهاك عن الذل والإرجاف في الأرض وتخذيل المجاهدين في سبيل الله والمستضعفين، ونهاك عن الركون، مجرد الركون، إلى القوم الظالمين.

هوذا مولانا الحسن، عليه السلام، قد صبر حين كان الصبر أحجى. ولم ينصر جبارا ولم يكثر له سوادا ولم يحضر له جماعة إلا لضرورة. إذن على قياسك كان على الحسن أن يضع يده وسيفه في قتل شهداء مرج عذراء لأنهم لم يصبروا على زياد.

هوذا مولانا جعفر حين صبر على منصور العباسيين، إلا أنه لم ينصره على محمد النفس الزكية ولا على إبراهيم الإمام، ولم يخذل عنهما أحد.. بل رثاهما بموجع الكلام. وقبلهما صبر على هشام، لكنه لم ينصره على عمه زيد الشهيد ولم يخذل عن زيد أحدا، إنما انخذل عم زيد من خسر نفسه واختار الذل على العز، والرفض على القبول.


أما أنت، ومن نكد الدهر علي أن يراني الناس أخاطبك بأنت، فقد وضعت صوتك وسيفك ورحلك ومالك وكراعك في خذلان المستضعفين ونصرة الجبابرة المجرمين، فخذلت قديما الشعب الحر في الشيشان، وتخذل اليوم الشعب الحر في سوريا، وتخذل نفسك لو همت بأمر ماجد يثير العزة ويرفع البلادة.
ثم تزعم أنك للحسين تغضب؟ ألا تعسا لهذا الغضب الذي يعصي الحسين وجد الحسين ورب الحسين، وينصر الجبارين المتكبرين!

أي مبدأ تقلد فيه الأئمة الكرام من آل محمد، سواء من كان على طريقة الاثني عشرية أو السبعية أو الزيدية، خالفتهم جميعا وعمدت إلى الفاجر الكافر الماهر ابن الفاجر الكفار، فرأيته يخضم في دماء الناس خضم بعير السوء في ربيع يتيم… فحملت معه على أصحاب الحق وأولياء الدم وحماة العرض، وجهلت أن الله قد أكد أن ولي الدم كان منصورا.

ما ينفعك كلامي لا ورب الكعبة، ما ينفعك إلت قارعة تلحقك بسلفك من عاد وثمود ومدين وفرعون وهامان وقوم نوح والمؤتفكة، إلا أنها قارعة على يد الذين آمنوا تذهب غيظ قلوبهم وتشفي صدورهم من أمثالك وتترك أمرك يبابا ودارك خرابا.

تب إلى الرحمن مما أنت فيه من غيك القديم، أو فأذن بغضب العزيز الجبار توعد به كل متكبر عنيد جبار مناصر لبشار.