قال العلامة فيصل القاسم، دام ظله الوارف،

مشكلة الأقليات في العالم العربي أن معظمها تتحالف مع الطواغيت وتساعدهم في سحق الأكثرية، وفي الوقت نفسه تشتكي من ظلم الأكثرية، وتتخوف من وصولها إلى السلطة. ضربني وبكى وسبقني واشتكى. فجور صارخ!


الأكثرية في العالم العربي، وبالذات منطقة المشرق الشامي العربي، قد رضيت على نفسها بالكثير، ورضيت أن تترك دينها وتحارب أبناءه، وتتحالف مع الأقليات الكثيرة المقيمة بين ظهرانيها، من أجل بناء دولة واحدة للجميع.

وكانت النتيجة هي تسلط الأقليات على ظهر هذه الأمة، وصاروا يطلبون دولة مواطنة ممنوع عنها الأكثرية، ثم إن فتحوا فاهم قيل لهم أتريدون عودة الخلافة إذن؟
الأقليات لا تريد دولة مواطنة ضمن المعنى الغربي لدولة المواطنة، ولا ضمن أي معنى، الأقليات تريد دولة تستطيع فيها أن تتخذ الأكثرية عبيدا، تقتل أبناءهم وتستحيي نساءهم، انتقاما مما يروه هولوكوست الماضي البعيد. ولا ترى الأقليات مانعا من التحالف مع الشرق والغرب في ذلك، ولا بين بعضها البعض.

مع مثل هؤلاء، الذين يرون الأكثرية مجرد وفد طارئ من البدو، لا نتحدث ضمن مفهوم المواطنة الغربي الحديث الذي لا معنى له لديهم إن شمل الأكثرية فيه. مع مثل هؤلاء ننظر من أعلى ونقول لهم، لن تقدروا على ما تريدون، فكونوا لأنفسكم اليوم ما تريدون أن يكون لها في الغد.

حين نجحت جبهة الإنقاذ الإسلامية في الجزائر بحصد أكثرية الأصوات الساحقة، قام مماليك النظام الفرنسي هناك بسجن الوكلاء الشرعيين عن الأمة الإسلامية في الجزائر ومصادرة نتيجة الإنتخابات والتسلط بالقوة على البلد وإجراء المذابح الطويلة العريضة في البلاد ونسبتها إلى الإسلاميين. وهذا ما ستصنعه الأقليات في المشرق لو عاد الأمر إلى نصابه، مجازر طويلة عريضة في البلاد، حتى لو صنعوها بين أهلهم، وما أمر جعجع منهم ببعيد.