(وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة)
(يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب)

"كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي، ألا لا نبي بعدي، وستكون خلفاء فتكثر"

"تكون نبوة ورحمة، ثم تكون خلافة وبيعة، ثم يكون ملكا عاضا، ثم يكون ملكا جبريا، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة"

الخلافة هو حمل الكافة على مقتضى الشرع

ونقيضها الملك، وهو كل شيء عدا الخلافة
والملك هو حمل الكافة على مقتضى الهوى والشهوة والتغلب.

الخلافة هي عروة الدين، وحصنه الحصين، وأمان الناس ورافعة الالتباس، قامعة الفتن ومحيية السنن، فما رفضها إلا من خسر نفسه، وما جحدها من ضرها إلا وباء بالخذلان، وهي وعد ووعيد، وأمر شديد، وواجب مفروض.


أما أنت أيها العكروت، فوالله ما كرها من الخلافة إلا أنها ترفع المستضعفين، وتذل الجبابرة المتكبرين، وما كرهت منها إلا أنها العدل كله ومثل يا عرصة الديار الكندية لا يعيش إلا حيث باض الشيطان وفرخ، ودب وعشعش ودرج، وما كرهتها إلا أنها تضب الشراميط فتقطع رزقك من القوادة والتعريص، وتحول بين المفسدين والأرض لا يتولوها ولا يسعون فيها بالشر، فينقطع لذلك موردك من الرشوة والبرطيل… سيف السلطنة طويل، أمان الله برطيل.

أما الخلافة، فستقوم في الشام خلافتان، الأولى أموية مروانية ذات سيف الحجاج، تعلق أمثالك على خوازيق استحقوها ببغيهم وفسادهم وتعريصهم في الأرض بغير الحق، ثم تقوم خلافة أخرى توزع الغنائم علينا، فتصير لأبي حفص الليبي مملوكا سيئ العمل، كبير البطن، كثير الريح، إذا ولى ضرط وإذا أقبل فرط، فيزيد عليك في العذاب قدر ما يستحقه مملوك بئيس مثلك حتى تصرخ بأعلى صوتك: هزي يا تمارا، شعرك الحرير، وخلي الشعر الناعم، مع الهوى يطير. ثم تعوي وتنبح، وتأخذ في طرق الغي حتى يلحق الله آخرك بأولك فتصبح كما كنت أشأم خلق الله وأسفلهم وأرذلهم.

ويكأني أرى عاملنا ووالينا أبي حفص الليبي يخطب فيكم في القرداحة، ثم يقول بسيفه هكذا فيحصد رأسك مع القوم الفاسقين.