شعرت أمامها بأني صغير وتافه وحيوان مستهلك للطعام والاوكسجين لا أكثر ... الحياة تضع في طريق أشخاص لا تملك إلا أن تشعر بالألم لأنك لم تشعر بالألم الكافي لأجلهم ....

أخرجت القمامة صباح اليوم ومشيت للحاوية كعادتي كمواطن صالح .... عند الحاوية فتاتين بين 5-7 سنوات . الاولى منهما خارج الحاوية و الاخرى داخلها وللعلم أكثر الناس ترمي القمامة بجانب الحاوية فقط لكي لا تقترب منها فرائحتها قاتلة و منظرها مقزز .... فتخيل فتاة بشعر ذهبي و لباس صيفي ، تخيلها داخل الحاوية التي لن ترضى اي جمعية رفق بالحيوان لقطة شاردة بان تبحث بها .

اقتربت لارمي الكيس برفق بجانبها داخل الحاوية فنظرت لي فتجنبت النظر بعينيها لاوفر بعض الالم و سارعت بمد يدي لجيبي وأخراج بعض القطع المعدنية لاعطيها علي اخفف من عذاب الفص الانساني في دماغي الاستهلاكي .

"لا عمو ما بدي " كان هذا ردها يا روح عمها ... جعلت فداكي لكبريائك وعزة نفسك في زمن اللصوصية وفي بلد المليون حرامي . بقيت اصر عليها حتى اخذت مني 20 ليرة في مدينة سعر ربطة الخبز بها 100 ليرة .

أحياناً تنظر للسماء فتجدها صغيرة لأتساع ألمك . بالنسبة لي أنا لست شخص مثالي فأنا أكذب واغش واجرح الكثيرين لما أغضب . لكن لما اشاهد فتاة صغيرة بهكذا ظروف يمتلئ صدري بالقهر الممزوج بالحسرة و العجز .... لكم رغبت لو اضمها واخبرها ان كل شئ سيكون بخير وان ألامها انتهت هنا ، لكن لا . مشيت واكملت طريقي في رحلة العلف البشرية العبثية وانا هنا اكتب ما سبق فقط لاتخلص من بعض الوخز لا أكثر .