هههههههههههه
صديقنا الباحث :
في غمرة النشوة برقص الزار في ميدان التحرير اشتغلت مُبشرا بالثورات ؛ كالراهب ظننت نفسك مخلصا وفاديا ؛ كنت تلوم "العربان" الذين تخلفوا عن دعم ثورة البحارنة ؛ أصبح "المُخلفون" في نظرك "خونة" ؛ خونة لأنهم تخلفوا عن إنجاح مشروع أسيادك بدعم أحبابك الشيعة في البحرين ؛ وبالأحرى ؛ ثورة تـُـبّـع أسيادك الإيرانيين في البحرين ؛ كنت تلطم وتعقد مجالس العزاء الحسيني مع كل خرطوش أو مطاطي أو قنبلة غاز تفرّق مظاهرات أحبابك البحارنة ؛ كنت تعتقد نفسك ثائرا ومنظرا ثوريا من طراز تشي غيفارا ؛ و"منتظرا" قبل منتظر الشيعة.
وفي الحقيقة لم تكن مبشرا بأية ثورة ولا منتظرا ولا ثائرا حتى ؛ بل كنت تعيش نشوة انتصار زائف - لم يكتمل - ممزوجا ببعض الطموح في استثمار أحداث الوطن العربي لأسيادك الملالي.
ومع اندلاع ثورة الأحرار في سوريا ؛ تراءى لك بنيانكم المهتريء ينهار ؛ فأخترت أن تختان نفسك وتنكص على عقبيك أصبحت "شاهد زور" ؛ مثل أحبار اليهود ؛ من علِموا نبوة محمد وأيقنوها ثم جحدوها وأنكروها كبْـرًا وحسداً.
لو صدق إيمانك بالثورة كمنهج تغيير ؛ لكنت دعمتَ ثورة السوريين قبل أن تتسلح - على الأقل - ؛ لكن وقفتَ ضدها منذ أوّل يوم ؛ ما يدل أن عداءك لها لا يتعلق باسلوبها أو كلفتها ؛ بل بعداء مبدئي متعلق بما يترتب عنها من توازن القوى ومساس بمركز أسيادك الملالي