صحيح أن من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب.
يتكلم عن علاقة "ساخنة" مع اسرائيل يستطيع فيها الاستفادة من الخدمات الاسرائيلية ويتغاضى عن المقابل المصري الذي على مصر أن تعرضه..
هل حقاً تستطيع مصر أن تسد بعض الثغرات الأمنية لاسرائيل؟ أو هل توفر مصر مسرحاً اقتصادياً محتملاً تطمع اسرائيل في وروده؟ وهل الثقافة المصرية مقبولة أساساً في اسرائيل؟
اسرائيل دولة رائدة في مجالات شتى أهمها الصناعات الميكانيكة والزراعة، وكلا المجالين يحتاجان معطيات خاصة مميزة لا تتوفر في البيئة المصرية.
فالزراعة مثلاً تحتاج لأرض نظيفة خالية من المنافسات التجارية، وهو ما وجدته اسرائيل في دول افريقيا النامية مثل كينيا، أوغندا وأثيوبيا، حيث الشعوب المركوبة التي لا تعرف رأسها من رجليها.
أما الصناعات الميكانيكية فتحتاج سوقاً مفتوحة ودول منتجة وفرتها دول أوروبا الغربية والولايات المتحدة.
اسرائيل اليوم تناطح دول اليورو في السوق الأوروبية حتى على المنتوجات الأساسية اليومية الموجودة أصلاً في الأسواق، ولا أظن أن مصر قد تجذب المستثمر الاسرائيلي خاصة بعد الانحدار الحاد بعد الثورة.
أنا لست ضد التحالف مع اسرائيل ان دعت الحاجة، لكن أؤيد أكثر السير على نهج الاستقلال الذاتي بدل التعلق بالآخرين، فما الذي ينقص مصر لكي تكون في الريادة الانتاجية على أي مستوى طالما توفرت لها المصادر الخام بأضعاف ما تملكه اسرائيل، من مياه وغاز طبيعي وأيدي عاملة وواردات سياحية وغيرها..
نقطة أخرى بالنسبة للزراعة الاسرائيلة والتعديلات الوراثية التي كان الدافع من وراءها هو قلة الأراضي الصالحة للزراعة وقلة المياه، نقاط لا ينبغي اغفالها عند الحديث عن استعمال التكنلوجيا الزراعية الاسرائيلية في مصر التي لا حاجة لها اطلاقاً بها، ربما تستخدمها لتنظيم الزراعة واستهلاك المواد ولكن الأساس موجود.
وعلى صعيد العلاقات الاجتماعية، فيبدو أن الزميل لا يعرف شيئاً عن العلاقات العربية الاسرائيلية على مستوى الأفراد أيضاً، وما ذكره الزميل فلسطيني كنعاني هو فقط جزء من الواقع.