لديّ بعض الإنطباعات العابرة بعد مشاهدة سريعة للفيديو :

حيث أنني لم ألاحظ في الفيديو أية إشارة لذبح المسيحيين كما "يفتري" صاحب الموضوع في عنوانه ؛ وافتراؤه هو نوع من الدعارة الفكرية التي تكشف أخلاق أنصار البعث العلوي الفارسي في سوريا ؛ لأن الخيانة العلمية فرع من الدعارة الفكرية.

في الحقيقة فصاحب الموضوع "الأقلوي" يريد الإلتصاق بباقي الطوائف -غير السنة- كما تلتصق القرادة ؛ ليوحي بعداوة الثورة لكل الأقليات الأخرى ؛ نفس السنفونية التي تثار بخصوص الخوف على المسيحيين في المشرق العربي ؛ والحقيقة بخلاف ذلك ؛ فالمشكلة هي مشكلة الطائفة العلوية حصرا ؛ لكونها رهنت وجودها بمصير نظام ديكتاتوري طائفي أقلوي دموي مجرم , حتى غدت أكبر خزان بشري يضخ النظام بالمجرمين.
أما المسيحيين فموقفهم مختلف ؛ وهم بين بين ؛ وفيهم من يعتبر نفسه خارج الصراع الدائر.
والشبيح صاحب الفيديو وناقله قصدا التركيز على رأي مواطن رفض رئاسة مسيحي للإئتلاف ؛ لكن لماذا تعاميا عن انتفاء هذا الرأي واقعا من خلال رئاسة فعلية لمسيحي ( جورج صبرا ) ؟

نوع آخر من الدعارة الفكرية يمارسه صاحب الموضوع ؛ وهو التضليل من خلال إصباغ "التعميم" ؛ فأن يأتي بمقطع لجماعة محدودة ومعدودة ثم يقول ( هؤلاء هم الثوار ) فهذه كذلك خيانة علمية , الأمر أشبه بمن يصوّر أولئك الذين يقصدون "دكانين" الشعوذة من أجل "حرز" يجلب الحظ على أنهم عموم الشعب السوري ؛ بل أبعد من ذلك ؛ ماذا لو أضفينا صفة "التوحش" على عموم الشعب السوري بناء على جرائم شبيحة القرداحة ؟ هل في هذا الحكم إنصاف ؟
كذلك الأمر سيّان !!

فالأقوال والآراء التي قيلت في الفيديو وهي من "بنش" حصرا ليست بالضرورة هي نفسها في حلب أو درعا أو دير الزور ؛ وإن كانت جبهة النصرة احتوت "بنش" فليس معنى ذلك أن سوريا كلها جبهة النصرة ؛ ومع ذلك لا يمكننا أن ندعي صحّة نسبة الأقوال والآراء إلى جبهة النصرة ؛ فالإنصاف يُلزمنا أن نحاكم القائل بمنطوق كلامه ؛وللتنظيم رجاله وقنوات إعلامه ؛ ولم نسمع تلك الأقوال من قادة جبهة النصرة ؛ على الرغم من أن الجبهة النصرة باحترام كبير وسط السوريين بفضل المقارعة الأسطورية لكلاب القرداحة التي عزّ نظيرها عند باقي التنظيمات الثورية ؛ فالجبهة مكوّن أساسي من مكوّنات الثورة تشهد له إنجازاته وبطولاته ؛ وعلى من يريد أن يلغي الجبهة أن يتصدّر ساحة القتال أولا من أجل إزاحة كلاب البعث العلوي الفارسي ؛ لا أن يرتمي في الأحضان الدائفة لخليلاته ثم ينظـّر لنا في فضائل "العلمانية" وخطر فكر جبهة النصرة ؛ في الوقت الذي يبذل أبناء جبهة النصرة دماءهم ضريبة الفكاك في مخالب "الأسد" ؛ فقد صار في عنق الشعب السوري دين لجبهة النصرة بسبب البلاء الحسن الذي أبلته في الدفاع عنه.

على أنه من من السخف والحقارة , أن يعمل على تخويفنا من "التصعب الديني" لدى فصيل ثائر وينبز مشروعهم بـ "الظلامي" ؛ من يشتغل ذيلا وتابعا ذليلا وعبدا مطيعا عند نظام ثيوقراطي يحكمه رجال دين متعصبون ؛ أوَليس الخميني والخامنئي وحسن نصر اللات متطرفون دينيا ومتشددون ومتعصبون ويهدفون إلى دولة دينية ثيوقراطية تحت حكم رجال دين بولاية ولي الأمر الفقيه ؟