عزيزي أوبزيرفر،

نرجع للكلام المفيد، لأن

لم أدعك ولم أدع غيرك إلى الإسلام السياسي يوما، بل لا أجد من فائدة ترجى من دعوتك له، فلا أضيع وقتي بذلك، أنا أرى إحراجكم بتقديم حل أنتم عاجزون عنه وليس تقديم حل تفسدونه بكثرة الجدل. ليس الأمر بلغز بل دعوة لكم للتقدم بحل.
كما قلت لك، إن أوجدت لي حلا في سوريا يؤدي بها أن تصير كالسويد، وليكن الحاكم من عبدة السعادين أو ممن يصلي للديكة لا يهم، فحين تصنع ذلك فأنا على استعداد أن أقوم بمداخلة على البي بي سي أذكر فيها على العلن أني أكفر بالإسلام السياسي جملة وتفصيلا.

تفضل، أعطينا الحل الذي يخرج سوريا من تحت حكم الطاغية ولا يوقعها تحت حكم البعبع الذي تنذر الناس من شروره وهو الإسلام السياسي، ويوصلها إلى حالة السويد.

ما ذكرناه في المداخلات السابقة عن الأقلويين هو حقيقة أمرك كما نراها، ولا علاقة لها بالديانة النصرانية أو العقائد الكاثوليكية أو الأرثوذكسية. فنحن نرى أنك تنظر إلى سوريا من عين كونك أقلية، على خلاف زملاء آخرين ينتمون إلى أقليات منتسبة إلى الإسلام أو غيره.

هوذا الزميل أميل، الزميل غالي، الزميل بسام الخوري، فيصل القاسم، كلهم أبناء طوائف أقليات، لكنهم لا ينظرون إلى مشكلة سوريا من عين كونهم أقلية، بل ينظرون إليها من زاوية أن هناك إنسانا مظلوما في سوريا يجب رفع الظلم عنه بإزالة النظام.
بينما أنت فلا تنظر إلى سوريا إلا من زاوية البعبع الإسلامي السني الذي يجب القضاء عليه حتى لو كان بإبقاء السوريين تحت نعل آل الأسد.

قد رأيت نقاشك وحلك، وكله يدور حول هذه النقطة

الإسلام مرعب، الإسلام مخيف، السوريون مسلمون وسيأتون بجبهة النصرة المرعبة إلى الحكم، والحل هو في البقاء تحت حكم آل الأسد. هذا ما سبق هو خلاصة كلامك كله منذ بدأت مداخلاتك عن الثورة السورية، وكل ما تقوله غير ذلك فليس إلا تفاصيل جدلية لا تقدم ولا تؤخر.

أما الزميل جعفر علي، فمداخلته يصدق فيها قول العرب نارك ولا جنة هلي.