بالنسبة لسيدنا عيسى عليه السلام،

قد ذكر الله تعالى أنه متوفى، وأنه توفاه ورفعه. ولم يجعل الله عز وجل لأحد أن يخرق ناموس الكون إلا معجزة لنبي، ولانبي بعد محمد بنص الكتاب، ولن يعود إلى الحياة أحد حتى تقوم الساعة فيبعث الله من في القبور.

أما أنه ينزل في آخر الزمان ويقتل المسيح الدجال وما شابه، فليست إلا شؤون قصاص يستجلبون بها الزبائن، لن ينزل أحد لا المسيح عيسى بن مريم عليهما السلام، ولا غيره.

أما المهدي، فقد خرج فعلا في الحجاز قبل 1450 سنة، واسمه محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولا مهدي ينتظر بعد طه خير البشر، وكل الأمة مرشحة أن تصير مهديا، فالمهدي يصنع ولا ينتظر، ولن يبعث الله بعد محمد أحدا.

قد وصى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمته بالشهادة على الناس، ولم يوصها بانتظار أحد، فكان أن اتبعت سنن الذين أوتوا الكتاب من قبلنا، وتركت الشهادة وقعدت مع القاعدين، فألبسها الله لباس الجوع والخوف، وسربلها بما سربل به الذين أوتوا الكتاب، أعني الذلة والمسكنة التي ضربهما على بني إسرائيل. وحين تترك الأمة الإنتظار وتقوم بدورها في الشهادة على الناس والرسالة، حينها يبدل الله ذلها عزا، ويرزقها من فوقها ومن تحتها، ويؤمنها من الخوف ومن تكاثر الأمم عليها.

شهادة الأمة على الناس بالبلاغ مهمة شاقة، استسهلت الأمة تركها للانتظار، حتى يأتي من يقوم بالبلاغ. شهادة الأمة على الناس بالبلاغ يعني فضح الطواغيت وكشف الظالمين وإنارة درب العدل والدفاع عن المستضعفين، هذه شهادة تقلق الملوك وتزعج أصحاب الأمر، وتقض المضاجع.

أما أن يبعث الله بعد محمد أحدا فقد ختم الله النبوة بمحمد، والختم معروف لغة ولا يحتاج أعجميا لشرحه، والنبوة هي العلاقة بين العبد المصطفى وربه والرسالة هي علاقته معنا كمخاطبين بها. وقد انقطعت صلة الوحي إلا ما قد نزل وتم وكمل ورضيه الله لنا وجعله على أحسن ما يكون.