السلام عليكم .
الأاخ المحترم خالد , نحن لا مشكلة لدينا , الناس أحرار فيما يعتقدون .من ينكر نزول عيسى آخر الزمان و ظهور المهدي فهو حر .

لكن ما ينبغي التنبيه إليه هو ضرورة البحث الدقيق و المعمق في القضية .فنزول المسيح و ظهور المهدي لم يرد في الأحاديث فقط حتى يمكن تجاهل القضية كلها .

هذه نبوءة قرآنية يا أخي العزيز , و تفصيلاتها في الأحاديث النبوية الشريفة .فهل يعقل أن تكون كل تلك الأحاديث ظنية الثبوت ؟.

يقول الله تعالى :{أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إَمَامًا وَرَحْمَةً أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ} (17) سورة هود.

فمن هو هذا الشاهد الذي هو من أمة الذي على بينة من ربه ؟.

{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (55) سورة النــور.

و لمن هذا الوعد بالإستخلاف ؟.

{هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} (2) سورة الجمعة{وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (3) سورة الجمعة.

و من هؤلاء الآخرين ؟.

و عن نزول عيسى بن مريم آخر الزمان .لك أن تستحضر هذه الآيات القرآنية من سورة الزخرف.
{وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ} (57) سورة الزخرف.

فما علاقة مسيح بني إسرائيل بقوم محمد-ص- حتى يصدوا عنه ؟.

-------------

أما الأدلة القرآنية على استمرار نعمة الوحي و نعمة النبوة التابعة فهي كثيرة جدا و قاطعة .فلماذا يستعجل الإنسان أمره ليبث في قضية خطيرة قبل البحث الدقيق المعمق ؟.

و أما عن الأحاديث فلا يحسن أيضا أن يلغيها الإنسان بجرة قلم قبل تدبرها .

حديث عودة الخلافة على منهاج النبوة :
( تكون فيكم النبوة ما شاء الله لها أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ..ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ...ملك عاض .....ملك جبري ...ثم تكون فيكم خلافة على منهاج النبوة ثم سكت ).

فهذا يعني أن النبوة التابعة لسيدنا محمد-ص- ستعود بعد رفعها , بواسطة رجل من أمة محمد -ص- تابعا له و ليس من خارج الأمة .

فالنبوة انقطعت بمعنى لا يمكن أن يأتي نبي مستقل عن محمد-ص-.فلا دين بعد الإسلام و لا كتاب بعد القرآن و لا شرع بعد شرع الإسلام .

أما النبوة التابعة لمحمد-ص- و تجديد الإسلام , فهي ثابتة .و هذا لتعرف البشرية جمعاء أن لا غنى لها عن الله .

{يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} (35) سورة الأعراف.فالصيغة ( إما يأتينكم ) تفيد الإستقبال حصرا .

فانظر إلى تظافر الأدلة القرآنية و الحديثية و العقلية قبل أن تفصل في قضية في غاية الأهمية .

فلو صح زعم العلماء أنهم سيصلحون الأمة بالقرآن , لرأيتهم قد أفلحوا .لكن كل مجهوداتهم تعثرت و ستتعثر .لأن غصلاح حال البشرية بيد الله و ليس بيد مجتهد يدعي ملك فهم القرآن .

و لعل ما عاشته أمة موسى -ع س- تكرر في أمة محمد-ص-.{وَلَقَدْ جَاءكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءكُم بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ} (34) سورة غافر.

فأنظر رأيك .مشكورا .