يقدم التشيع الجعفري الاثني عشري نفسه كالرواية الصحيحة الوحيدة للإسلام، وهو أمر يشترك معه غيره.

ويقدم الإسلام نفسه كالدين الذي ارتضاه الله للعالمين، شاهدا على الناس بأن الله قد أنذرهم وعلمهم وبلغهم بوساطة رسوله ما يلزمهم في هذه الحياة والحياة الآخرة، وهو أمر ليس بجديد ولن نناقش فيه في هذه الجزئية.

ويفخر الشيعة على السنة أنهم لم ينقطع فيهم الاجتهاد، كابرا عن كابر، مذ أن ظنوا أن إمامهم الثاني عشر قد غاب غيبته الكبرى وصار الاتصال به ضربا من المستحيلات.

نتقدم الآن من السادة الشيعة الكرام، بطلب الاجتهاد في مسألتين، عامة وخاصة:

أما العامة، فنتقدم لهم بطلب تقديم المشروع السياسي الشيعي الاثني عشري لتنظيم علاقة الإنسان بالسلطة، والدول بعضها ببعض، منطلقا من زاوية أن هذا إنسان، وليس من زاوية أن هذا مسلم أو شيعي أو إيراني أو غير ذلك، لأنهم كما يقدمون لنا فإن الإسلام دين موجه للإنسان وليس لفئة منه.
وقلنا سياسي ونعني واقعي، فلا يأتني أحد بطلب انتظار أحد، هذا ليس مشروعا سياسيا بل غيبيا، وإن كان الغيب ينتظر فالسياسة لا تنتظر، والناس لا تنتظر، والفراغ لا يملأ بالانتظار.

إن كان الشيعة يرون أن الله لم يترك الناس بعد رسول الله حتى اختار لهم إماما، فما هو الذي اختاره الله للناس اليوم حتى نتبعه ونسعى لحل المشاكل المتجددة وفقه؟

أما الخاصة، فما هو الموقف الشرعي مما يجري في سوريا؟ هناك فئتان تتقاتلان، وهناك مظلومون موجودون. فما هو الموقف الشرعي من كل من الفئتين المتقاتلتين، وكيف يتم رفع الظلم عن المظلومين بطريقة ترضي الله عز وجل، مع العلم أن رفع الظلم هو واجب لا مراء فيه ولا خلاف.

يرجى إرفاق الأدلة الشرعية المعتبرة في المذهب بعد إرفاق الحكم الشرعي، ولا ينظر في "حكم شرعي" لا يصطحب معه دليله.

بما أننا قد سألنا الشيعة الجعفرية الاثني عشرية، فيقبل استدلالهم بما يروه أصولا فقهية حتى لو لم يراه غيرهم كذلك، فكلام أئمتهم من آل محمد ولو لم يعد دليلا ولا وحيا عند غيرهم، لكن لا بأس باستدلالهم به إن رأوا دليلا فيه هنا، فنحن نريد أن ننظر إلى المسألة من زاويتهم ووجهة نظرهم عن الحياة.