اسمع يا رحمة،

أول شي هام بيني وبين حزب التحرير ما صنع الحداد، ولست ممن يستعملون التقية، ولو كنت تحريريا لقلتها دون أخاف منك أو أخجل. لا أخفي احترامي لتقي الدين النبهاني، وهو نفس الاحترام الذي أوجهه لمحمد باقر الصدر. لكن لا أتبع أي منهما. وبيني وبين النبهاني نفسه خلافات أصولية وفروعية عميقة، لا إخالني مضطرا لشرحها لك.
وبس أصير تحريري، وعد مني إلك إنك تكون أول من يعرف في المجال الافتراضي.

على سبيل المثال لا الحصر، حزب التحرير يرى شرعية الخلفاء بعد صلح الحسن، أنا لا أرى شرعية للخلفاء بعد الحسن، من معاوية حتى عبدالمجيد الثاني. لا يعني هذا طبعا نظرتكم لهم أنهم سيئون، بل ليسوا خلفاء البتة، وقد يكون أحدهم له حسنات أكثر من سيئاته أو العكس وهو ليس موضوعنا، مع بعض استثناءات ضرورية.
مثال آخر أن حزب التحرير يرى كحزب سني تقليدي أفضلية أبي بكر وعمر على من عداهما من الصحابة، بما في ذلك علي والحسنين، وأنا شخصيا لا أرى بعد رسول الله في هذه الأمة أفضل من علي والحسنين، وياما كسرنا طاولات أنا وهم على هالقضية لمن نحب نتسلى.

فيك تتسلى بهظول، لكنها ليست موضوعنا فلا تناقشها هنا رجاء، ولا تغير الموضوع.

هلأ في عندك مثال:
رجل، وامرأة، يراد أن يقيما علاقة من حيث هو ذكر وهي أنثى، ومن حيث أن كلاهما إنسان.
الفكر الشيعي الجعفري الاثني عشري قد وضع نظاما لهذين الشخصين، وهو نظام الزواج: دائم أو منقطع.
ونعرف أن نظام الزواج فيه عقد وأركان عقد وشروط عقد وموانع عقد وحقوق متعلقة بالعقد وواجبات مرتبطة بالعقد.

مثال ثاني:
تاجر وتاجر آخر ومال بينهما، يراد أن يقيما علاقة بينهما موضوعها اشتراك المال بينهما، ومن حيث أن كلاهما إنسان.
الفكر الشيعي الجعفري الاثني عشري قد يوجد فيه(لست متأكدا هنا) نظام للشراكة بين هذين الشخصين، وهو نظام الشركة.

طيب عندك ناس مشكلين مجتمع، وعندك شخصية اعتبارية يللي هي الدولة.
هل وضع الفكر الشيعي الجعفري الاثني عشري شكلا واضحا ومحددا للشخصية الاعتبارية للدولة؟
هل وضع الفكر الشيعي الجعفري الاثني عشري شكلا واضحا للعلاقة بين المجتمع والدولة، من حيث أننا نتحدث عن إنسان، وليس من حيث أننا نتحدث عن مسلمين أو شيعة أو إيرانيين أو لبنانيين، الخ...؟

إن كان قد وضع هذا الشكل، فابسطه لنا، إن كان لا يوجد هذا الشكل ننتقل بعده إلى المسألة الأخرى.