اللغات وضعية، تواضعها كل قوم للدلالة على ما يريدون، واللغة العربية وضعها العرب، ولا علاقة لها بآدم، ومن يزعم أنه يعرف لسان آدم أو متى كان أو أين فقد افترى. لا يوجد نص صحيح من علام الغيوب عنه غير ما ذكر في الكتاب الكريم.

بس العجيب من أدهم أنه يخلط بين التأثر والتأثير.. بغضا للعربية على ما يبدو، كما قال المصريون يللي ما بيعرف النسر بيشويه.

اللغة العربية كسائر اللغات أثرت وتأثرت، لكنها كانت أقل اللغات الحية تأثرا بالغير في فترة نشأتها، لأن العرب كأمة لم تختلط بغيرها إلا بعد الفتوح الإسلامية، والتجاور لا يعني الاختلاط.

تأثير اللغة العربية على الفارسية والتركية بعد الفتوح الإسلامية أكبر بكثير من تأثيرها على العربية، الذي ضبطته قواعد الاشتقاق المتعلقة بتعريب الأسماء.

أما تأثير السريانية والعبرية على العربية فليس إلا نكتة سمجة، تجهل خروج اللغات المشرقية من أصل قريب واحد. اللغات المشرقية فرعان، فرع إجمالي يعتمد الاشتقاق من مصدر ثلاثي، ما يسميه المسكونون بالمفاهيم التوراتية باللغات السامية، وفرع تفصيلي ويشمل اللغات ذات الأصل الهندو أوروبي ويعتمد على اشتقاق اللواحق والسوابق بدل القوالب الصرفية. واللغات السريانية والعبرية القديمة والعربية اليمنية والعربية الفصيحة والكلدانية والأشورية والثمودية والسبئية وما شابه قد خرجت من أصل واحد أو أصول متقاربة، لعلها كانت لغة واحدة ذات لهجات تحولت مع مرور الزمن وبعد العهد والمسافة إلى لغات.