(03-14-2013, 10:41 PM)jafar_ali60 كتب:  انت تعرف والزملاء يعرفون انني ضد قيام الثورات العربية بشكلها الذي قامت به ليس لانني مغرم بالاستبداد لككني اعرف اننا سنهوي درجات بهذه الطريقة.

يأخذ عليّ الزملاء انني من دعاة الاصلاح - وسأبقى- لانه في هذه الحالة نحافظ على الموجود ونبني فوقه وليس بالضرورة اننا سنصل لغايتنا غدا بعد العصر لكن على مدى سنوات ربما نحقق ما نريد شرط ان نبقى رافعين راية الاصلاح والمحافظة على كل مكتسب ، وغير ذلك فالمستبدون كُثر وجاهزون ويملكون القدسية والللحى .

من جهة اخرى الرغد والعيش والكريم يلزمه استقرار اقتصادي والاستقرار الاقتصادي يلزمه استقرار سياسي والاستقرار السياسي يلزمه استقرار اجتماعي وهذا الاخير لا يتحقق بدون الاستقرار الانساني اي حقوق الانسان الاساسية بعيدة عن اي سلطة كانت دينية اجتماعية اذا البداية هي من حقوق الانسان

اسمحي يا أستاذ جعفر أن ادخل معكم على الخط، و لكن من قراءة ما تكتبه اشعر بغصة بحلقي
من يقرأ لك و يصفن بما تكتبه يتخيل انك تكتب من برج عاجي، أو من قارة أخرى. و كأنك لا تعرف حقيقة الوضع ببلادنا

جيد انك تدعو للإصلاح، و لكن كيف ستبني فوق الموجود الذي تريد أن تحافظ عليه؟؟؟

لا ادري هل تستوعب ما هو الموجود عندنا بسوريا، لا اعرف ما أن كنت تدري بمقدار العفونة التي وصل اليها.
من يفكر بمنطق، يثق انه لا يمكن أن يبني على أساس واهي و معفن ليشعر يوما بالرغد والعيش والكريم و الاستقرار الاقتصادي و السياسي.

فأي بناء على أساس واهي سيتلاشى مع أول نسمة ريح.

نظام الأسد الذي تدعو للحفاظ عليه و البناء فوقه، لا امل منه.

أي خطوة اصلاحية يقوم بها هي انتحار ذاتي.. عايشناه منذ أربعين عاما و لم نرى أسوء منه، لا مبرر للعودة إلى النحيب و البكاء على كل ما عانيناه منه ـ نحن كسوريين ـ خلال سنوات، لدرجة أصبح ملايين السوريين واثقين من عدم إمكانية إصلاحه.

أي راية إصلاح هذه يمكن أن ترفرف على أي نسمة دمشقية، و نحن نعرف انه و لا حتى الطير يمكنه أن يوجه النقد "للقيادة الحكيمة" التي اتخذت قرار الحل الأمني و اشترطت نجاحه قبل تطبيق أي إصلاح نحلم به.

افهم خوفك من التحول الاسلامي للثورات العربية و اعرف لماذا انت ضد قيام الثورات العربية بالشكل الذي لا يروق لك.

أنت متخوف من أن تقع البلاد بأيدي الاسلاميين، و لهذا تفضل أن تحافظ على المستبد رغم قناعتك بشره، على مبدأ شر المستبد أفضل من شر الإسلامي؟

و لكن با صديقي، ما ذنبها بلادنا أن كانت تعج بالمسلمين، ماذا نعمل بهم، هل نشترط عليهم أن يكفروا أو يرحلوا لكي نستطيع بناء الدولة المدنية العلمانية تحت رعاية الحاكم العادل؟؟

ليس انا و لا انت يا صديقي من يختار الشكل الذي يجب أن تقوم عليه الثورة، و "العمانيين" الذين نحلم بهم كحكام لبلدنا و بلد أحفادنا بالمستقبل لا يزالوا أقلية لا يمكنهم أن يقوموا بثورة بالشكل الذي نحبه.
قامت اليوم الثورة بالشكل الذي لا تحبه، و لا احبه.. وقودها أشخاص يحبون دينهم، يهللون الله اكبر، و يصلون و يطلبون الجنة للشهيد..
لا ننكر انهم قاموا بتجاوزات كبيرة لا تقبلها و لا اقبلها، و لكنها الحرب ياصديقي، و كل الحروب قذرة، لا توجد ثورة نظيفة خالية من كل الأخطاء

الثورة ما تزال سائرة حتى اليوم، اما أن نواكبها و نحلم يوما أن نحصل على حقنا تحت جناحها، أو نرفضها و نبقى تحت جناح الحاكم المستبد الذي سيسحقنا و لن يلتفت لمطالبنا بالإصلاح المنشود