انت مش قاهرك الا الرؤيا التي رأيتها ومع ذلك تحرفها
يا بني ادم
قال امير المؤمنين عليه السلام ردا على سؤال مباشر مني : يا أمير المؤمنين هل لمخالفيكم اجر على اعمالهم
فقال عليه السلام مبتسما ابتسامة ساخرة : لهم اجر من شاهدهم غالب بن مرة
فقلت سيدي ومولاي يا امير المؤمنين وما الذي رآه ابن مرة
فقال عليه السلام : رأي كلابا
انتهى
وقد منعتني هيبته عليه السلام في الرؤيا ان استوضحه بسؤال آخر
على كل حال
تعال لاحكي لك كيف اصبح رحمة العاملي رافضيا
كان لي من العمر ستة عشر سنة لم اكن قبلها قد صليت او صمت او تعبدت بل كنت ميالا الى الفكر القومي لكني لم التزمه كخيار
المهم يومها جاء شهر رمضان وشيء ما في داخلي كان يدفعني الى الصيام والتقرب الى الله سبحانه وتعالى ، كنا يومها في الكويت بعد ان اخذنا المرحوم الوالد ليجنبنا شر الحرب الاهلية في لبنان
المهم ذهبت الى مكتبة واشتريت كتاب تعليم الصلاة على طريقة اهل السنة واهلي لم يكونوا من اصحاب الالتزام الديني لان المرحوم الوالد كان قوميا عربيا وناصري جلد ولا يعرف من الاسلام الا اسمه حتى اسمائنا انا واخوتي اختارها الوالد من القاموس الناصري
المهم بدات اتوضأ واصلي بحسب طريقة اهل السنة وذهبت لحضور اول صلاة جمعة في مسجد الاحمدي بالكويت وكنت فرحا مزهوا
الى ان جن ليل السبت ورايت شيخا نحيفا مهيبا في الرؤيا وقال لي بكل حنان ورأفة هل حقا تريد ان تصلي يا بني وتتقرب الى الله ، فقلت نعم
قال : تعال معي اعلمك الصلاة الحقيقية فوضع يده الكريمة على كتفي وخطوت معه خطوات واذا انا امام ضفة نهر جميلة ثم قال لي توضأ كما تراني اتوضأ ثم وقف ورائي وهزني من كتفي فاذا انا واياه امام الكعبة المشرفة وقال صلي كما تراني اصلي
وكنت اتبعه اتباع الفصيل للناقة بطريقة لا شعورية بحيث لا اطيق فراقه
بقي هذا المنام يتكرر كل ليلة طيلة ليالي شهر رمضان المتبقية الى ليلة السابع والعشرين منه
الى ان قال لي يا ولدي الان اتركك ولا اوصيك الا بالصلاة كما علمتك اياها
فقلت محزونا خائف من فراقه : تتركني ولم اعرفك يا شيخ فمن انت ؟
فاجابني ودموعه قد ملأت مقلتيه : انا علي بن الحسين زين العابدين
فاستيقظت مرتعبا ابكي بلا شعور ولا قصد مني ومنذ ذلك اليوم اي منذ 35 سنة وانا اصلي نفس تلك الصلاة التي علمني اياها صلوات الله وسلامه عليه ، وهي لا تختلف عن الصلاة التي يصليها جميع الشيعة الا ببعض الذكر المستحب اثناء الركوع والسجود

ارحم نفسك يا خالد فما هذه الحياة الا قنطرة قصيرة سرعان ما ستعبرها الى الاخرة
فلا تثقل ظهرك بالترهات والاباطيل