النعت يتبع منعوته في كل شيء، لكن هناك حالات خاصة

كلمة هندُ، هي منادى مبني على الضم في محل نصب، وهو مبني على الضم لأنه إسم علم، وفي محل نصب لأنه منادى، يعني مفعول به لفعل محذوف تقديره أنادي ناب عنه حرف النداء.
الآن بالنسبة للنعوت التي تلحق بالمنادى، فأول نعت منها يتبع منعوته باللفظ لا بالمحل، ولفظ هند عليه ضمة وإن كان في محل نصب، فمنعوته الأول يتبعه في اللفظ لا في المحل.
بالنسبة لكل النعوت التي تتبع النعت الأول، فإنها لبعدها عن منعوتها في اللفظ، فإنها لا تتبعه فيه، بل تتبع محله الإعرابي وهو النصب.

نيجي للمعنى: الشاعر يريد أن يقول
وفّي بعهدك يا هندُ يا مليحة يا حسناء، مثل وفاء من أضمرت لخلها الوفاء

كلمة "وأي" في الشطر الثاني تابعة لكلمة إ في الشطر الأول، على طريقة أكل أكلًا، وشرب شربًا، ووأى وأيًا، طبعا لأن "وأي" مضاف هنا فلا تستطيع أن تلحق بها التنوين. وهي ليست أي.
لأن أصل الفعل إي في الماضي هو وأى، وهو لفيف مفروق، والمصدر منه الوأي، الواو هنا أصلية وليست حرف عطف كما يبدو أنك ظننت.
وأى يئي إ

قال الشاعر
(وقى) إني أقـول لمـن ترجـى شفاعتـه = قِ المستجيـر قيـاه قـوه قـي قيـن
(ولى) وإن صرفت لوال شغـل آخـر قـل = لِ شغـل هـذا ليـاه لـوه لـي ليـن
(وشى) وإن وشى ثوب غيري قلت في ضجر = شِ الثوب ويك شياه شوه شي شيـن
(ودى) وقـل لقاتـل إنسـان علـى خـطـأ= دِ من قتلـت ديـاه دوه دي ديـن
(رأى) وإن همو لم يروا رأيى أقول لهـم = رَ الرأي ويك ريـاه روه ري ريـن
(وعى) وإن همو لم يعوا قولي أقـول لهـم = عِ القول مني عيـاه عـوه عـي عيـن
(وأى) وإن أمـرت بـوأي للمحـب فقـل = إِ مـن تحـب إيــاه أوه إي إيــن
(ونى) وإن أردت الونى وهو الفتور فقل = نِ يا خليلـي نيـاه نـوه نـي نيـن
(وفى) وإن أبى أن يفي بالعهد قلـت لـه = فِ يا فـلان فيـاه فـوه فـي فيـن
(وجى) وقل لساكن قلبي إن سواك بـه = جِ القلب من جياه جـوه جـي جيـن


عندك جملة النداء معترضة، شيلها وحطها في الأول

يا هند المليحة الحسناء، إنّ وأي من أضمرت لخل وفاء

وحتى نوضحها أكثر، شيل حرف التوكيد الثقيل

يا هند المليحة الحسناء، إي وأي من أضمرت لخل وفاء

طبعا وجهة نظري أن البيت غير فصيح لغموض المعنى، وهو شغل فذلكة وتفنن وإثبات قدرة.

أجل يا صديقي، صار عمري بالأمس خمس وثلاثين سنة. شكرا على المعايدة.

وين باقي الألغاز الإعرابية؟