الزميل شيشنق

فكرة أو بالأحرى موضة العروبة كانت دارجة و جذابة في فترة جمال عبدالناصر ، بعد انهيار مشروعه في حرب 1967 ثم وفاته بدات هذه الفكرة تحتضر على أرض عمليا و فكريا و سياسيا. و لم تبقي سوى مخلفات قبيحة ساهمت اكثر في تعجيل موتها مثل البعث العراقي و السوري و معتوه كالقذافي.

حاليا و إن كان هناك شكليات مثل جامعة الدول العربية ، أو في بعض الدساتير نصوصل مثل" الدولة X جزء من الامة العربية" فإن هذه الشكليات مفروغة من المضمون و ليس لها اي تأثير على الواقع .فالمصري مصري و السوري سوري و اللبناني لبناني و السعودي سعودي .. إلخ

و كما رايت من فترة ليست ببسيطة ، بسبب مباراة كرة قدم صار عندك نزاع بين الامازيغ و الفراعنة !!

بالنسبة لفلسطين فقد حورب القرار الفلسطيني المستقل باسم العروبة سواء بإنهاء حكومة عموم فلسطين بعد النكبة مرورا بحرب الفاطس حافظ الاسد و اخرين على المقاومة الفلسطينية و لم ينجح الفلسطيني بالابتعاد و لو نسبيا عن هذه الفرية إلا بعد تضحيات هائلة خصوصا الانتفاضة الاولى.

حاليا إني أرى خطرا اكبر من تعريب القضية الفلسطينية ، و هو اسلمة القضية الفلسطينية .....
بعض الفلسطينيين يعتقدون أن استغلال هذه الابعاد يصب في صالح القضية لما قد يوفره من تعاطف ديني ، لكني في الحقيقة ارى أنه يحول الشعب الفلسطيني من شعب ريفي أعزل يقاوم الاستيطان و الإبادة إلى مجرد بيدق في رقعة صراع الديانات.

بالنسبة للقومية ,,, فأنا انتمي للقومية الفلسطينية و إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة على ارض فلسطين هو الخطوة الأولى لتكريس هذه القومية و حفظها.

لا ارى ان القومية كانتماء أو فكرة أمر سيئ إلا إذا أخذت منحى عنصري .... مثلما حصل مع القوميات الاوربية و تصاعد العنصرية القومية ما ترتب عليها من حربين عالميتين.