دعوى تدخل حزب الله في الازمة السورية فيها تضخيم من جهة وتسطيح من جهة أخرى
واقع الحال لمن لا يعرف الحال ان هناك عشرين قرية ومزرعة في حوض العاصي تابعة اداريا لسوريا لكن اهلها لبنانيون ابا عن جد ويبلغ عددهم 39850 نسمة يقترع منهم 7150 في لبنان وموزعين بين المسلمين الشيعة والمسيحيين الموارنة والاورثودكس بنسبة 65% شيعة والباقي مسيحيين

وهؤلاء تعرض تسع قرى من اهاليهم الى التهجير بهدف السيطرة على منطقة غرب العاصي من قبل الفصائل التكفيرية بالتحديد ، وكان العمل جار لتهجير الباقين بهدف ربط مناطق دعم المعارضة السورية في لبنان اي طرابلس والقاع وعرسال ومنطقة وادي خالد بريف القصير حمص لتكون مرتعا مريحا وتحويلها الى منطقة دعم خلفية ومنطلق لتجميع المسلحين الاجانب والمحليين

حزب الله تصرف بطريقة حكيمة متجنبا الدخول في المعمعة القائمة بداية الازمة على امل ان تقوم اجهزة الدولة اللبنانية باقفال هذه الممرات لتجنيب لبنان شر الازمة الحاصلة وعدم انتقالها الى لبنان بصورة نزاع طائفي
لكن هذا الامر لم يحصل لعدة اسباب اهمها :
تورط بعض الاجهزة والاطراف بتهريب الاسلحة والمسلحين
الهاء الجيش اللبناني بحوادث طرابلس وعكار لمنعه من تأدية واجبه في ضبط الحدود
ضغط غربي وعربي على الحكومة اللبنانية لغض النظر عن دعم مسلحي المعارضة السورية وفصائلها من خلال الاراضي اللبنانية
فتح غرف عمليات مراقبة ودعم واتصالات في المنطقة منها غرفة امريكية وفرنسية في منطقة القاع ووادي خالد تحت عناوين دعم المهجرين واقامة مخيمات
اقامة مخيمات تدريب للمعارضة السورية في منطقة وادي خالد للجيش الحر وللقاعدة وجبهة النصرة في عرسال
امام هذا الواقع المزري يصبح من السخف السؤال لماذا تدخل حزب الله ؟

ما جرى ببساطة هو عمل عسكري احترافي سريع وخاطف ولا يجيده الا حزب الله في لبنان وهو عزل منطقة غرب العاصي عن مناطق دعم المسلحين والمرتزقة في لبنان واستعادة القرى اللبنانية التي احتلها المسلحين دون ان يتم الاصطدام باحد الاطراف على الاراضي اللبنانية وبالتنسيق مع الجيش العربي السوري ليتفرغ الجيش السوري وقوات الدفاع الشعبي المشكلة مؤخرا من اهالي المنطقة لمواجهة المسلحين في القصيّر وريف حمص
وبالتالي حزب الله تعاطى مع المسألة من مبدأ الدفاع عن النفس وعن اهالي المنطقة اللذين هم لبنانيون بالدرجة الاولى ، ومنع هذه المسخرة التي تسمى التوجه من لبنان الى سوريا (للجهاد والمناكحة)
وعطل كل الجبهة الخلفية للمسلحين في لبنان وجعلها بلا فائدة او تأثير ميداني وعسكري
هذا كل ما في الامر
وهذا الذي جعل الاسرائيلي والامريكي يعربدون البارحة في تصريحات مسؤوليهم في (منتدى امن اسرائيل القومي)
وجعل ايضا امراء الجماعات التكفيرية في لبنان يحكوا (شروي غروي) ويطلقوا النفير العام للانتحار تحت مسمى (الجهاد) ، لكن اين ؟

من ناحية اخرى
ليس امام المعارضة السورية الا التوجه الى الحوار لحفظ سوريا كدولة ، قبل ان تفاوض اميركا على رؤوسهم ، وما يحضر الان على الحدود الاردنية لم يعد خافيا على احد لكنها ستكون آخر ورقة

والنظام لن يعود الى سابق عهده من التسلط والقمع حتى حلفائه كروسيا وايران لن يسمحوا بذلك ، ولن يسمحوا بسقوط سوريا في المحور الغربي الاسرائيلي الخليجي
فاما ان تنفجر المنطقة كلها او تحفظ المنطقة كلها ، ولا عزاء للحمقى والمغفلين