عبدالله بن محمد بن ابراهيم
عضو اللوبي رقم 3
المشاركات: 411
الانضمام: Oct 2010
|
هل اثر الالحاد ايجابا على حياتك؟
لطالما تساءلت, لماذا يؤمن الانسان بدين ما؟ او لماذا يؤمن بهذا الدين دون غيره؟ او لماذا لا يؤمن بدين اطلاقا؟ الانسان بطبيعته ميال الى التبرؤ من الاخطاء و القاء اللوم او المسؤولية على الاخرين. و لكنه في مواقف متعددة لا يجد آخرين لالقاء اللوم عليهم فيتعلل بالقدر و المكتوب!! انه الضعف و العجز الانساني عن تحمل المسؤولية. و القدر و المكتوب لا بد لهما من مقدر و كاتب. هنا تبرز فكرة الله الكامل الصلاحيات و الذي هو قادر على تحمل المسؤولية و اراحة ضمير الانسان!
اعطي مثلا:
في العام 1987 اختطفت (يقولون عندنا خطيفة بقصد الزواج) بنت من جيراني, و كان الخاطف من غير مذهبها. فلم يوافق والدها على هذا الامر و هدد و توعد الى ان قبل الخاطف برد العروس الى بيت اهلها ولكنه اكد قبل ذلك بان البنت لا زالت بنتا, كما استوثق من والدها ان لا يمسها بسوء. فوعده الوالد بذلك.
عندما عادت البنت الى البيت ما كان من والدها الا ان بادرها بعدة طلقات قتلتها على الفور.
لم تنته المأساة هنا, فقد ندم الاب على فعلته تلك اشد الندم, و مرض بعدها مرضا شديدا ادى الى حتفه بعد سنين قليلة من فعلته تلك. بعد ان قتل ابنته كان يتعلل بارادة الله, سمعته يرددها: "هذه ارادة ربنا" . الخبر الجيد في الامر انه مات لا دينيا بعد ان تساءل لماذا لم يفعل الله شيئا لمنعه من قتل ابنته؟ بعدها اعترف بمسؤوليته عن الامر و تصالح مع نفسه لكن الآوان كان قد فات.
اما لماذا يؤمن الانسان بدين دون غيره فقد تبين لي ان الناس على دين آبائها, فمن ولد من ابوين يهوديين اصبح يهوديا, و من ولد من ابوين مسلمين اصبح مسلما و هكذا دواليك...الافضل من هذا انه بعد ان يبلغ الرشد و تساله لما هو على هذا الدين يجيبك بانه صحيح انه ولد من ابوين على هذا الدين و لكنه اعتنقه عن قناعة بعد ان درسه و تعمق فيه. و حين تساله اذا كان درس الديانات الاخرى ليعرف ايها الاصوب يرد عليك و ما الداعي؟ لقد وجد الدين الصحيح فما الحاجة الى استكمال البحث؟
و حقيقة الامر انك حين تدخل معه في نقاش في دينه تجده لا درس و لا من يحزنون, فكلما سالته عن امر ما في دينه يرد عليك انه برايه كذا و كذا وحين تقول له ان دينه يقول العكس و انك لا تطلب رايه بل ماذا يقول دينه في الامر يقول لك: و ان يكن فرايي كذا و كذا...
لن اعطي مثلا هنا فالامثلة في النادي اكثر من ان تحصى!
اما كيف يصبح الانسان لادينيا او ملحدا فالامر يبدأ بتشغيل الدماغ بشكل موضوعي و الكيل بمكيال واحد و تطبيق القوانين ذاتها على كل الاديان. عندها يصل الانسان الى نتيجة حتمية الا و هي ان الاديان سواسية في الخرافات و انها جميعا متساوية متشابهة, فلماذا اذن اتباع دين بعينه؟
السؤال الآن: كيف اثرت اللادينية في حياتي:
1- حكمت العقل في حياتي فما يقبله مقبول و ما يرفضه مرفوض, فانا لا اصدق ان ابن عمي بلع سردينا ثم بصقه بعد بضعة ايام فوقع في الماء يسبح بعون الله! لا اصدق ذلك حتى و لو كان اخي!
2- لا اصدق ان الرزق ياتي من عند الله, بل اؤمن بان الرزق مرتبط بحسن التفكير و حسن السعي.
3- لا اصدق ان النجاح ياتي من عند الشاب الامرد. اقول ان النجاح مرتبط بشكل وثيق بالصدق و التفاني في العمل.
4- اصبحت موضوعيا جدا في تعاملي مع ذاتي, مما جعلني اتدارك الكثير من الاخطاء, فان وقعت في الخطأ اعترفت بمسؤوليتي دون مواربة. و هذا ما جعلني اكسب احترام محيطي.
5- اصبحت سعيدا جدا في حياتي لاني اعلم ان هناك حياة واحدة لنحياها, فكل يوم جديد عندي بمثابة عيد. لا افوت المناسبات السعيدة و احاول جاهدا ان اقتصر المناسبات الحزينة.
6- اصبحت لا اخاف شيئا على الاطلاق لانه ليس هناك ما يخيف بل هناك من يخاف! لا اخشى الموت لاني اعلم ان ما بعده ليس مخيفا! من يخاف من العدم؟
7- اصبحت اكثر حبا للناس و اكثر تقبلا و اقل بغضا و عدائية, فلا ابغض فلانا لانه على غير ديني...
8- اصبحت اكثر عدلا في تعاملي مع الناس, فلا افضل زيدا على عمرو, و لا الاحمر على الاصفر...
9- ... و اعتقد بانني اصبحت اكثر تواضعا, فانا لا اجد نفسي افضل من الآخرين و لا اسوأ... انا مثل بقية الناس لا اكثر و لا اقل!
هناك الكثير ايضا لاقوله و لكن اعتقد اني سردت النقاط الاساسية في الموضوع متمنيا من الزملاء الكرام المشاركة للاضاءة اكثر على نقاطهم الخاصة.
|
|
05-29-2013, 08:05 AM |
|