سأجيب عن السؤال فقط دون التعليق على النقاط التي ذكرتها حالياً (والتي أتفق مع أغلبها منها) لكن سأعود عندما أرتب الفكرة في رأسي.
لا أعرف إن كان جائزاً لي تعريف نفسي كملحد، فموضوع الإله لم يعد يهمني، ودائماً ما أتحاشى التفكير في الموضوع لأسباب كثيرة، لكني حتى الآن لم أتخذ موقفاً حاسماً من وجود الله أو عدمه، وأغلب تصرفاتي مبنية على افتراض عدم وجوده.
قبل أقل من سنتين، قررت في صلاة فجر في النصف من رمضان أن هذه آخر صلاة أصليها بعد أكثر من 4 سنوات من البحث الغير موضوعي في نقد الإسلام، ورغم أني نشأت في بيت "متدين"، حيث كنت أحفظ نصف القرآن، وقرأت تقريباً كل الكتب الدينية في مكتبة أمي (التي كانت لتكون البابا لو وُجد شيئ كهذا في الإسلام)، إلا أن الإنتقال جاء بلمح البصر، فقط قرار بقطع كل علاقة مع الله وتم الأمر.
تلك الفترة أشبه بشيء حالك من حياتي، لا أذكر كيف سارت الأمور وقتها، مجرد لقطات فلاش مبعثرة، لكن تغيرات جذرية حصلت عندي لكلا الإتجاهين، فأصبحت أكثر انفتاحاً من ناحية فكرية، لكن أسقطتُ أغلب القيود التي فرضتها على نفسي باسم الدين، فاختفى مفهوم الحلال والحرام، وصار كل شيء مباح.
كدت أضيع في تلك الفترة، ستة أشهر قضيتها بتحرر تام، جربت فيها كل شيء أردت القيام به، ويجدر هنا التنويه أن تركي للدين لم يكن سببه إيجاد منفذ لتنفيذ هذه الأشياء، إنما كان ترك "القوانين" بهذه الصورة هو المسبب الرئيسي.
بعد أن طارت السكرة وأجت الفكرة، نجحت في السيطرة على نفسي وأعدت الأمور إلى نصابها، واليوم لا زلت أشعر كل الوقت بأن هناك شيئاً مفقوداً من حياتي (لا أعني بأن هذه الشيء ضروري أو أني حزين على فقده)، شيء شكّل جزءاً كبيراً من هويتي طيلة 90% من عمري، ولا زالت له تأثيرات كبيرة حتى اليوم، لكني تدريجياً أحاول استبداله بشيء يلائمني أكثر، وقد يكون هذا الشيء هو الدين.
حالياً أشعر بأني أخف وزناً، أكثر حرية وانفتاحاً، حياتي صارت نوعاً ما أسهل، لكن سأعود للبحث في وقت ما.
سأكتفي حالياً بهذا ولي عودة.

بي إس: لم أختر إجابة على سؤالك بعد لأني لا أعرف.