إمام، هل لديك أي فكرة عن أسباب خروج المظاهرات؟ فهي ليست بسبب المجمع فقط إنما تراكمات سنين، وهذه بعض نقاطها:

1. حاول اردوغان قلب النظام من برلماني إلى جمهوري حيث تُتاح له الفرصة للترشح لرئاسة الجمهورية عند انتهاء فترة رئاسته الثالثة، لأنه حسب القانون التركي فرئاسة الوزراء محدودة لثلاث دورات، وكونه الرجل الأقوى في تركيا، فلن يستصعب الوصول إلى رئاسة الجمهورية اذا ما نجح في قلب موازين القوى، فيضع انتخاب رئيس الجمهورية بيد الشعب لا البرلمان كما هو الآن.
بدأ ذلك العام الماضي عندما مدد فترة حكم الرئيس الحالي عبدالله غول إلى 2014 ليتسنى له المنافسة في الإنتخابات القادمة، حيث سيستقيل قبل انتهاء فترة حكمه في 2015 بحسب ما ذكرت وسائل الإعلام وقتها.

2. بحسب تقرير Protect Journalists CPJ الذي نشر في أوكتوبر الماضي، فإن في معتقلات تركيا صحفيين أكثر مما في معتقلات أيران، الصين أو إرتريا.

3. خلال المظاهرات الحالية، تحاول وسائل الإعلام المحلية الرسمية التعتيم على ما يجري من خلال عدم نقل أي خبر أو معلومة عن الأحداث، بالضبط كقناة القاهرة في أواخر يناير 2011.

4. محاولة سن قانون منع الإجهاض ومنع الولادة القيصرية، بحجة أنها تؤثر على خصوبة النساء وبالتالي انخفاض في الزيادة السكانية (علماً أن في عام 2009 كانت 40% من الولادات في تركيا بعمليات قيصرية -رغم أن منظمة الصحة العالمية توصي بنسبة 15%) .

5. تصفية حماة العلمانية (العسكر) من خلال إرسالهم إلى بيت خالتهم بعد اتهامهم بمحاولة الإنقلاب عليه، وكثير من معارضيه مقتنعون أن ذلك كان حجة للإنفراد بالسلطة.

6. تحديد بيع الخمور، فرغم أنه محق تماماً في بعض القوانين مثل منع بيعها بعد العاشرة ليلاً، إلا أنو مثل ما قال القائل:
عين الرضا عن كل عيب كليلة *** وعين السخط تبدي اليك المساويا
بالإضافة إلى منع المطاعم التي تقع بجوار مساجد أو مدارس ببيعها، وهو ما أدى إلى خروج المتظاهرين ليلاً مع علب بيرة في المظاهرات الحالية جكارة في الأمن، عدا عن أنه منع بيعها في مقاهي اسطنبول أثناء توليه رئاسة بلديتها، بالإضافة إلى محاولة سن قانون يُجرم الخيانة الزوجية، لكن ضغط الإتحاد الأوروبي جعله يتراجع عنه، ثم تصريحه عن نيته بإعادة تفعيل حكم الإعدام الذي كان هو قد ألغاه قبل 10 سنوات بناءاً على طلب الإتحاد الأوروبي، وكان المقصود به الثوار الأكراد.

طبعاً لا يمكن إنكار التطور الكبير في جودة حياة الأتراك ومتوسط دخلها، إلا أن حديثي النعمة تبقى عيونهم فارغة (أحفظ هذه العبارة من أكثر من 12 سنة من فيلم تايتانيك وها قد وجدت أول فرصة لاستعمالها)