أنا لامتمذهب عربي سني يا فريمان
بسام الخوري مسيحي كاثوليكي عربي سني
ابن سوريا لاديني عربي سني
وفي عندك من العاصفة مازن ملحد عربي سني

نحن هنا لا يهمنا الخلاف فيمن يجب أن يكون خليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، هل نص الرسول على علي أم للمسلمين الحق في اختيار أبي بكر، ولا نبحث من هو أفضل الصحابة بعد رسول الله هل هو أبو بكر أم علي. ولا يهمنا ماذا حدث في معركة الجمل. ولا نعنى كثيرا بموضوع النكاح المؤقت وحكمه، ولا أحداث كربلاء. ولسنا في معرض الحديث عن خالد بن الوليد وفتح الشام، ولا عن صلاح الدين الأيوبي واسترداد القدس وفتح حطين، ولا عن السلطان سليم وسليمان ووقوفهما أمام الزعرنات الإسبانية والبرتغالية في المتوسط، والصفوية في المشرق.

نحن في معرض الحديث عن استهداف للعرب السنة لأنهم عرب سنة. لأنهم هم الأمة وبمقدورهم حمل أي محتوى فكري صالح أو طالح لاستنهاض المشرق أو لتنويمه، لأنهم قوتهم ذاتية وتنبع من وجودهم كأمة لا تعاني من عقد الخطر الوجودي.
العرب السنة بإمكانهم أن يكونوا هنا كل شيء، أو لا شيء. بإمكانهم أن يكونوا إسلاميين، عالمانيين، قوميين، فاشيين، ليبراليين، شيوعيين. وحين يتلبس أحدهم بفكرة ما فإنه يلبسها دون عقد تاريخية ومظلومية هولوكوستية تعود إلى قرون سحيقة.

غيرهم إلا ما ندر، يستند إلى الخارج لوجوده، يشعر بالخطر الوجودي الذي قد يفني الطائفة، يحسبون كل صيحة عليهم، يشعرون بعداء عميق لأي مظهر تديني عند العرب السنة حتى لو كان فرديا، يكثر عندهم انتقاد العرب السنة مع تمجيد واقعهم الطائفي مباشرة أو غير مباشرة. كل هذا لا خطر منه ولا بأس فيه كتنوع ثقافي، لكن الخطر يكمن في تسللهم على رقبة الدولة لركوب العرب السنة تحديدا، أو إبادتهم كما نرى في سوريا اليوم.

هؤلاء على اختلاف مشاربهم تجدهم يدا واحدة حين يكون الخصم هم العرب السنة، وإلا شو جامع الكاثوليك والبروتستنت والشيعة والعلويين والأرثوذكس سوا؟ شو جمع الشامي على المغربي؟

ليسوا كلهم طبعا شكل واحد، من الكاثوليك والبروتستنت والشيعة والعلويين والأثوذكس فئة كبيرة مقموعة من طائفيي هذه المجموعات، فئة كبيرة لا تشعر بالخطر الوجودي، ولا تنظر إلى الأكثرية الدينية العرقية أنها خصم من الماضي أو خطر داهم. لكن هؤلاء حين تجرأ أحدهم ليتظاهر معبرا عن رأيه، قتلته عصابات حزب الله جهارا نهارا في بيروت.